لا شيء يضر طبيعة المرأة نفسياً أكثر من قيامها بأعمال الرجال. ولما كانت طبيعة الإنسان مشتملة على عنصري الأنوثة والذكورة معاً، فإن الرجل يستطيع أن يعيش بالمرأة التي في نفسه، كما أن المرأة بدورها تستطيع أن تحيا بالرجل الكائن في طبيعتها، وفي ذلك ما يقيد ذاتية الشخص الأساسية ويقضي عليها. فلا بد للرجل من أن يعيش كرجل، ولا بد للمرأة من أن تعيش كامرأة
إن تصرفات المرأة وانفعالاتها لا تتأنى من عقلها الباطن مباشرة، بل هي من خصائص طبيعتها الأنثوية، فليست انفعالاتها ساذجة، ولكنها ترمي إلى غرض لا تصرح به.
إن ما يصدر من الآراء عن عقل المرأة الباطن يسير بها في طريق شاذة، فهذه الآراء تنتحل
صفة الصدق والواقعية ما دامت لم توضع رهن الانتقاد الواعي.
وهي تشبه تصرفات الرجل في غموضها إلى حد ما، كما أنها تشبهها في عدم وصولها إلى العقل الواعي غالباً، وعلى ذلك يندر أن ندرك ألوانها على حقيقتها
إن الافتراضات والأفكار المنتمية إلى العقل الباطن لهي ألد عدو للمرأة، وذلك لأنها قد تنمو وتكبر في شكل هوى شيطاني يستقبح الرجال ويحنق جاذبية المرأة وأنوثتها، وينتهي مثل هذا الاتجاه إلى انفصام عميق في الذاتية أو بعبارة أخرى إلى عصبية. على أنه ليس من الضروري أن يصل الأمر إلى هذه الخاتمة، لأن تلوين عقلية المرأة بالذكورة يؤدي في حد ذاته إلى نتائج سيئة غير العصبية. فقد تكون مثل هذه المرأة زميلة طيبة للرجل ولكنها لن تشق طريقها إلى مشاعره وعواطفه، وهذا من قبيل تفاعل دفاعي ضد طابع الجنسية الذكرية.
إن كل ما حرم على المرأة في العصور الخالية قد تجمع الآن وتمخض عن حدوث عمليات تعويض نفسي، ورسل هذه العمليات هن كاتمات السر والمختزلات والمشتغلات بالأزياء، وهن اللاتي يقوضن أركان الزواج باتباعهن ملايين من الطرق الخفية وليست رغبة أولئك