النساء موجهة إلى مناصبة العلاقات الجنسية والمجازفات الغرامية العداء، بل محاربة الزواج هي غايتهن، فهن يرمين إلى مطاردة المرأة المتزوجة، ولكن بوسائل غامضة هادئة عنيدة تعمل كالسحر مثل عين الثعبان الجامدة.
فما هو موقف المرأة المتزوجة من هذا؟. . . لا ريب في أنها تتعلق بالفكرة القديمة التي تلقي اللوم على عاتق الرجل والتي تتضمن استطاعة الإنسان أن يصنع الحب بمحض اختياره، وأنها على أساس هذه التصورات الجاهدة تنطوي على نفسها في جو من الغيرة. على أن هناك أثراً أعمق من هذا، فما من امرأة تستطيع أن تتفادى أثر الحافز الذي يعمل في الخفاء في ذلك الجو الذي ربما غمرتها به. . . أختها مثلاً. . . ذلك الجو القاسي الذي لم تعش فيه بعد وحينئذ يستبد بالمرأة المتزوجة ريب في أمر الزواج.
أن إمكان منع الحمل قد مهد السبيل للمرأة غير المتزوجة لأن تحيا حياة تشبه الزواج، بل هو قد أصبح ذا أهمية للنساء المتزوجات. ولكن التخلص من حوافز نفسية عظيمة متعلقة بإنجاب الأطفال يؤدي إلى حدوث اضطراب في التوازن العقلي؛ فالطاقة التي لا تجد هدفاً واعياً تقوي العقل الباطن وتسبب الشك وعدم الاطمئنان.
ينطوي الزواج في عرف المرأة على علاقة مطلقة لا تربطها بالزوج فحسب، بل بالأطفال والأقارب، فإذا كان الرجل مستحوذاً على المرأة ضاق بهذا الإطلاق ذرعاً لأنه يجدها موزعة بين أطفالها والأقارب وبين نفسه. ولما كان أكثر الرجال عمياً في غرامهم بزوجاتهم فإنهم يعتقدون أنهم ملكوا نواصي زوجاتهم واستحوذوا عليهن كلية
وترى المرأة أن الزواج علاقة روحية، وأن المسألة الجنسية ليست سوى عامل ثانوي مرتبط بالزواج.
وكما ابتدأت المرأة في نهاية القرن التاسع عشر تنحاز إلى الذكورة فقد انحاز الرجل بدوره في شيء من التردد إلى الأنوثة.
المرأة أغنى نفسية من الرجل، فهو يقتنع في أكثر نزعاته بالمنطق فقط، ويعاف ما ينضوي نفسياً تحت لواء العقل الباطن لأنه لا يعبأ إلا بالواقع، ولا يعني بالبدوات والمشاعر التي لا تنطبق على الواقع.
أما بالنسبة للمرأة فإن أكثر ما يهمها معرفته ماهية شعور الرجل إزاء أمر أكثر من فهمها