أوسع كتب السنة، وأكثرها شمولاً وإحاطة. لا يستغني عنه العالم المحقق، ولا الطالب المجتهد. وهو حجة للمحدث، والفقيه، والمؤرخ، وصاحب اللغة. ألفه إمام المحدثين وزعيم أهل السنة وقدوتهم، وجعله مرجع العلماء وحجتهم، حتى لقد قال لابنه راوية وهو يوصيه (احتفظ بهذا المسند، فإنه سيكون للناس إماما).
وهذا (الديوان الأعظم) بحر لا يدرك مداه، أعجز أكثر العلماء أن يصلوا إلى غوره حتى وفق الله الشيخ أحمد شاكر المحدث المصري فصنع له الفهارس الدقيقة المتقنة، من علمية ولفظية، وشرحه شرحاً فنياً على أوثق القواعد العلمية التي ميز بها الحفاظ صحيح الحديث من ضعيفه، ليكون مرجعاً حقاً لكل طالب وعالم.
ثم كان من توفيق الله وحسن صنعه لهذا (الكتاب الحجة أن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، أسد الجزيرة وإمام أهل السنة في هذا العصر، الملك الإمام (عبد العزيز آل سعود أطال الله بقاءه، شمله برعايته السامية الكريمة حبا في نشر واحيائه؛ وتقربا إلى الله بعموم النفع به. فأصدر أمره العالي بطبعه على خير ما يستطاع من الإخراج والإتقان.
فنفذ الشارح الأمر الملكي المطاع بطبعه في أجزاء متتالية، طبعة ممتازة خاصة، وطبعة شعبية عامة ليعم النفع به كل الطبقات.