للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

حول جناية الأدب الجاهلي

تحت هذا العنوان كتبت (الثقافة) في عددها الأخير كلمة بدأتها بهذه الجملة:

(أتتنا مقالات عدة من مختلف الأقطار العربية، بعضها في مناقشة الفكرة تأييداً أو رداً. . . وبعضها في سب ناشر مقالات (الرسالة) (لعله يريد (كاتب)) والتعريض بصاحب المجلة وتحليل الأسباب الداعية إلى ذلك. . .)

ولو كانت الثقافة من مواليد العام الماضي لشهدت في الرسالة معركة من أعنف المعارك الأدبية وأحماها بين الأستاذ سيد قطب وبين روح الأستاذ الرافعي. وكان الأستاذ قطب أمض أسلوباً وأشد لهجة من الدكتور زكي مبارك؛ وكان يأبى علينا أن نخفف من حدته أو نلطف من ألفاظه؛ ولكن الدكتور زكي يسمح لنا أن نسكن من سَوْرته بالحذف والتغيير حتى لتنخفض حرارته في بعض المقالات إلى النصف!

وكان الرافعي عضواً عاملاً في أسرة الرسالة وصديقاً حميماً لصاحب المجلة إلى أن استوفى آخر أنفاسه. وكان حين شبت هذه المعركة قد انتقل إلى جوار الله فلم يعد له لسان ولا قلم ولا صحيفة، فكان من الجائز حينئذ للذين لا يفهمون النقد إلا أنه انتقام وخصومة أن يكتبوا في (التعريض بصاحب المجلة وتحليل الأسباب الداعية إلى ذلك. . .). ولكن صديقنا الأستاذ أحمد أمين - متعه الله بطول العمر - له قلم ومجلة وأنصار؛ وهو صاحب رأي جديد في الأدب الجاهلي لم ينشره إلا بعد أن وطن النفس على مكروهه. وناقده أستاذ معروف له استقلاله في الرأي وأسلوبه في النقد ومكانته من الصحافة، فلا يمكن أن يوجه إلى خطة أو يحمل على رأي. إذن يكون من المجازفة والاعتساف أن يظن ظان بعدما عرف من مثل الرافعي ورأى من نشرنا النقد والرد عليه أن هناك أسباباً دعت إلى هذه المعركة غير خدمة الأدب في ذاته. وللرسالة والحمد لله قلم يستطيع متى شاء أن يدافع ويهاجم وينقد في حدود الأدب والحق والمنطق من غير حاجة إلى استخفاء أو استعداء

(الرسالة)

النعيم الحسي والروحي في الإسلام

<<  <  ج:
ص:  >  >>