للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بعيدة أيضاً عن الأصالة الفنية والأحاسيس الإنسانية فإذا كان ينعى على الشعراء اصطناعهم لأناشيد لا تهتز بالإحساس الإنساني ولا تحتفل بالصدق فما له هو وأصحابه سادة الفن يؤلفون لها ألحاناً فيجيء التأليف الموسيقي فاتراً شاحباً أو تلفيقاً مزوقاً).

وقال الأستاذ صالح جودت: (لحن عبد الوهاب بعض الأغنيات الوطنية مثل (نشيد العلم) و (هتف الداعي) وغيرهما ولكن التوفيق لم يحالفه فيها لأن عبد الوهاب يتميز باللون العاطفي الدافق بالحنان، وهذا لا يعيبه مطلقاً، فهذا لونه، وإنما يلبيه أن يخرج عن لونه ويلحن شيئاً ليس له سدى في نفسه) وقال: (ومن الخير لنا حين نهم بنظم أغنية وطنية ليلحنها عبد الوهاب أن تكون أغنية صادقة حقاً، من ناحيتنا ومن ناحيته، وتكون عاطفية كطبيعتنا نحن المصريين وكطبيعة موسيقارنا عبد الوهاب، وتكون خالية من الألفاظ الجافة كقصف الرعود والدماء والفداء التي لا نصيب لها من الصحة في حياتنا الوطنية)

وقال الأستاذ محمود حسن إسماعيل: (كل الأناشيد التي ظهرت حتى اليوم من جميع الشعراء المعاصرين مما أعدوه بقصد المسايرة والإجابة ومداجاة للظروف لا يدخل في رأيي في حساب الأناشيد الوطنية الحقة التي تصدر عن إثارة داخلية تدفع الشاعر دفعاً إلى هذا الفيض الوطني، ولا أذكر في تاريخ الأدب الحديث شاعراً واحداً اندفع لشعوره الذاتي بالوطنية إلى إخراج نشيد وطني واحد). . . وهكذا أجمع هؤلاء الثلاثة - وهم من شعرائنا المبرزين - على أن ما وضع من الأناشيد الوطنية إلى الآن كلام فارغ. ونقد بعضهم تلحينها من حيث أن الأداء الموسيقي غير صادق في التعبير عن الإحساس والعاطفة، وكل هذا يتلاقى مع ما أبديته من الرأي في الأسبوع الماضي. والمهم الآن أن أسجل شعور فنانينا وشعرائنا بالنقص في هذا الجانب من حياتنا الأدبية الفنية، وأن أستبشر بهذا الشعور، وأعده إرهاصاً لما يرجى بعده.

[بقي لي تعقيب على ما قاله الأستاذ صالح جودت من]

[تميز عبد الوهاب باللون العاطفي وأن بيعتنا عاطفية]

ووجوب موافقة الأغنية الوطنية لذلك، فأقول له: إن

<<  <  ج:
ص:  >  >>