ذلك هو الضمير الثاني الذي نراه اليوم كثيراً في هذه الجمل (هذه مسألة لها خطورتها، وهذا كلام له وزنه، وهذا فعل له وزره) وما إليها. . .
فإن الملكية التي تثبتها إضافة الهاء إلى كلمة خطورة، وكلمة وزر سبق أن أثبتتها الهاء المجرورة باللام قبل هذه الكلمات، فاستغنت الجملة بالجار والمجرور عن هذه الإضافة، التي هي - لا شك - سقطة سقطها أحد الكتاب المتأخرين فتبعه فيها كثيرون بدون تحرز.
وإلا فماذا ينقص المعنى إذا كتبت الجمل هكذا (هذه مسألة لها خطورة، وهذا كلام له وزن، وهذا فعل له وزر)؟؟
ولم ينقص المعنى شيء. وما الضمير الثاني المضاف إلا ضميراً قلقاً نابياً، لا أحسبه عرض لي في كلام عربي قديم. إلا أن يكون قد عرض لغيري من القراء الأجلاء فيتفضل بالإرشاد.
محمود عماد
السيد عدنان يجيب:
ما نظن السيد عدنان أسعد يقصد الجد بهذه المجاملة العروضية، فقد طلبنا منه في العدد الماضي من الرسالة يأتينا بشاهد واحد من الشعر الجاهلي أو الإسلامي على أن الكف يدخل الوافر وحده أو مع العصب، فماذا صنع؟ أعياه أن يقع على هذا الشاهد الواحد في دواوين الشعر الجاهلي والإسلامي فعمد إلى كتب العروض فالتقط منها الشاهد الواحد الذي اقتلعوه حين أعجزهم أن يجدوه، وافتعال الشعر في شواهد النحو واللغة والعروض معروف، وجاء به فرحاً يقول:(أكتفى بإيراد شاهدين اثنين لا شاهد واحد - وإن توفرت لدينا الشواهد (!) - أما الشاهد الأول فقد قال الشاعر العربي (؟):
لسّلامة دارٌ يحفير ... كباقي الخلَق السُّحق قفار
فمن هذا الشاعر العربي يا سيد عدنان؟ وفي أي عصر كان؟ وما بقية قصيدته التي منها هذا البيت؟ وما ميزة هذا البيت على ما (توفر لديك من الشواهد) حتى تشرفه بهذا