سعادة الدكتور قاسم غني سفير ايران بمصر شخصية علمية من الطراز الأول، لم يمض عليه في مصر الا أشهر معدودات ومع ذلك استطاع أن يكسب لنفسه ولأمته أصدقاء ممتازين، لا في الميحط الاجتماعي والدبلوماسي فحسب، ولكن في المحيط العلمي أيضاً، وقد كان ذلك واضحاً في قاعة المغفور له علي ابراهيم باشا بكلية الطب، ثم في قاعة دار الحكمة حيث ألقي الدكتور السفير العالم محاضرتيه عن (تاريخ الطب الإسلامي) فكنت ترى الحاضرين مزيجاً مختلفاً ما بين سياسيين ووزاء وعلماء وأطباء وآباء روحانيين وغيرهم مما لم نألف قاعات المحاضرات في مصر شهوده كثيراً، وكلهم أصدقاء للدكتور قاسم غني معجبون بعلمه وأدبه وفضله
ولقراء الرسالة عهد بهذا العالم البحاثة من قبل، فقد قدمه اليهم سعادة الدكتور عبد الوهاب عزام بك في عدد من اعدادها. وهو الآن مهتم بنقل كتابه العظيم الذي الغه بالفارسية عن (التصوف الإسلامي) إلى اللسان العربي.
وقد ظفر صديق من أصدقاء الدكتور والرسالة بهذا البحث العلمي القيم، الذي ألقي في كلية الطب ودار الحكمة فآثر به قراء الرسالة، وها نحن أولاء نقدمه في أعداد متوالية شاكرين معجبين:
(الرسالة)
١ - طب العرب في الجاهلية:
في بدء ظهور الإسلام عندما كانت الشريعة الجديدة لم تتجاوز بعدُ حدود القبائل العربية في الحجاز إلى سائر بلاد العالم كان معظم القبائل العربية، مثل بقية القبائل البدوية لا يهتم بالعلوم والفنون المختلفة؛ وكان جل اهتمامهم منصباً على التعمق والتوسع في علوم العربية وأحكام الشريعة الإسلامية.
وبما أن معالجة المرضى وتمريضهم من الأمور الطبيعية لدى الإنسان، وأن لجماعات