للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[إلى روح شوقي بك]

خيم الليل وفي آفاقه ... شهب ترمي إلى الأرض سناها

ملكت عينيْ كئيب عاشق ... قد رعتْه مذ تبدّت ورعاها

شاعر قد ضاقت الدنيا به ... فَرَنا شوقًا إلى رحب سماها

روحه الثكلى بكت فقد المنى ... أين للباكي أسى مثل أساها؟

بات يدعو الله في أحزانه ... عله يشفي من النفس ضناها

أطلق اللهم قيدي في الهوى ... وأبنْ عن مهجتي الحرى جواها

وأعد نفسي إلى حيث الورى ... في سماء الحب لم تعبد سواها

كل يوم للردى سخرية ... تجرح القلب وللناس صداها

تتراءى لي تهاويل الأسى ... بين خذلان حياتي ورجاها

كحسان عاريات تكتسي ... من لهيب النار ما يدمي حشاها

وأثبات تتنزى حسرة ... والمنايا تتهادى في خطاها

كلما في الليل مالت نجمة ... خلتها نفسي دهاها ما دهاها

أو رأيت الطير في دوحته ... والخريف السوء عرَّاها حلاها

خلته العاشق في وحدته ... واجماً يذكر أياماً قضاها

عذبات الأنس ما عانقتها ... وثمار اللهو لم أجن جناها

زهرة الجثمان في ريعانها ... وركاب العمر لم تبلغ مداها

والأماني لم تزل في فجرها ... باسمات الثغر والأمن غطاها

عطفت روحي على ريحانها ... عطفة الأم على مهد فتاها

ثم ولت وهي عبرى بعدما ... لثمت منها خدوداً وشفاها

غالها الدهر بسهم صائب ... فغدت تذبل في زهو صباها

ثم فاضت روحه طاهرة ... وجرت في مقلة الشمس دماها

صدح البلبل لما أشرقت ... وصداح الطير نوع من بكاها

حلب. عمر أبو قوس

دعابة

<<  <  ج:
ص:  >  >>