للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

الأزهر قبل (بريل):

زارت مصر أخيراً الكاتبة الأمريكية الصماء العمياء البكماء (هيلين كلير) وقد نقل الصحفيون، وتحدثت في نوادي القاهرة، عن كفاحها السياج الكثيف الذي ضرب بين حواسها الثلاث وبين الإدراك، فإذا نجاحها معجزة ومفخرة، وإذا بصيرتها تستشف - بواسطة اللمس - من الحقائق وفنون المعرفة ما يقصر دونه إدراك ملايين من ذوي الحواس الخمس. .

وقد عنيت (هيلين كيلر) الإنسانة العظيمة بموضوع العناية بذوي العاهات في مصر، فوقفت على القدر اليسير الذي تبذله الحكومة المصرية في هذا السبيل، فاستشعرت لطف حسها واصطنعت اللباقة في الثناء على ذلك (الجهد) وفي الحث على المزيد منه، ومما لاحظته أن المعاهد والدور التي تعنى بذوي العاهات عندنا لا تؤوى أكثر من خمسهم في البلاد. . . .

وتحية هذا القلم لهذه الضيفة الكبيرة - وهي تحية تليق بأمثالها من عظماء النفوس - أن أقدم لها (الأزهر!) فإنه لم يبد إلى الآن أنها ستلتفت أو أن أحدا سيلفتها إلى ذلك المعهد العريق الذي عنى ولا يزال يعنى بالمكفوفين، يعلمهم، ويتيح لهم فرص النبوغ وإظهار كفاياتهم العلمية، وييسر لهم بذلك التغلب على أهم ما يجر إليه حرمان البصر من صعاب في الحياة وهو احتلال مكانة راقية بين أبناء المجتمع بما يؤدون فيه من عمل يؤهلهم لها

وأخشى أن تنتهي زيارة (هيلين) لمصر وليس في ذهنها من العناية بذوي العاهات فيها إلا ما عرفته من ذلك الجهد الضئيل، فلا تعلم أن مصر سبقت العالم هذا المضمار منذ ألف سنة، فوجد فيها الأزهر قبل طريقة (بريل) بمئات السنين

وبعد فليت الأزهر يهتم بإدخال الطرق الحديثة إلى المناهج الدراسة للمكفوفين فيه، فيبنى جديدا على قديم ويضيف طارفاً إلى تليد. والأمل أن يكون ذلك على يد قائد الأزهر في وثبته الجديدة شيخة الحالي فضيلة الأستاذ الأكبر عبد المجيد سليم

ذكرى إقبال:

<<  <  ج:
ص:  >  >>