ج ١٨ ص ٣٩: قال محمد بن بركات السعيدي يخاطب أبا القاسم هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت البوصيري الأنصاري:
فله أوامر من حجاه حكيمة ... وله زواجر من نهاه
يقظان من فهم لكل فضيلة ... بنباهة جلت عن الأشباه
علامة ما مشكل مستبهم ... خاف عن الإفهام عن أساه
وجاء في الشرح: هكذا بالأصل وترى الشطرين الثانيين من البيتين الأول والثالث ليسا بالتامين إذ الأبيات من بحر الكامل.
قلت: وله زواجر من نهاه نواه:
علامة ما مشكل مستبهم ... خاف عن الإفهام - عنه بساه
ج ١٩ ص ٣٠١
وكنت كذئب السوء لما رأى دما ... بصاحبه يوماً أحال على الدم
قلت: في اللسان والتاج: تقول: هذا رجل سوء بالإضافة وتدخل عليه الألف واللام فتقول: هذا رجل السوء، قال الفرزدق بالفتح والإضافة:(وكنت كذئب السوء. أبيت) ولا يقال: هذا رجل السوء بالضم لأن السوء بالضم اسم للضر وسوء الحال. وإنما يضاف إلى المصدر الذي هو فعله كما يقال رجل الضرب والطعن فيقوم مقام قولك: رجل ضراب وطعان، فلهذا جاز أن يقال رجل السوء بالفتح، ولم يجز أن يقال: هذا رجل السوء بالضم. والسوء مصدر سؤته أسوأه سوءاً، وأما السوء فاسم الفعل.
قلت: ولبيت الفرزدق قصة، إن صحت فقد حرمه الله إياه؛ ففي أغاني أبي الفرج: عن الوليد بن هشام عن أبيه قال: أنشدني الفرزدق وحماد الراوية حاضر (وكنت كذئب السوء) فقال له حماد: آنت تقوله؟ قال: نعم، قال: ليس الأمر كذلك، هذا لرجل من أهل اليمن، قال: