يزور مصر الآن السيد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية علماء الجزائر. وقد اجتمعنا به ندوة الشورى مع طائفة من الشخصيات العربية والمصرية منها السيد القضيل الورتلاتي والكولونيل عبد الله التل والسيد الوزاني الزعيم المراكشي والأستاذ الشافعي اللبان والسيد محمد علي الطاهر صاحب الشورى ودار الحديث حول ما تقوم به جمعية علماء الجزائر من نشاط في سبيل نشر العلم والثقافة بالوسائل الشعبية في الجزائر، وقال السيد الإبراهيمي إن هناك ٤٠٠ مدرس هم مجندون لتثقيف الشعب، وإنهم أشبه بالعباد المتجردين في سبيل أداء هذاالواجب المقدس
ومما يذكر أن جمعية العلماء التي أنشأها السيد علي عبد الحميد أبن باديس وخلفه على قيادتها السيد الإبراهيمي بعد وفاته، هي إحدى الدعامات الضخمة القوية التي أفزعت الاستعمار الفرنسي في شمال إفريقيا وأقضت مضجعه
فقد عملت هذه (الحركة) منذ فجر نشأتها على مقاومة البدع التي انتشرت في المغرب وأعان عليها الاستعمال، ودعت إلى العودة إلى الإسلام في متابعة الأولى؛ ووقفت للطرق الصوفية بالمرصاد على أساس أنها مصدر الشر والستار الذي يخفي خلفه الاستعمار ويتخذ منه سبيله إلى تفسير بعض الآيات القرآنية التي تدعو إلى طاعة الله ورسوله وأولي الأمر تفسيرا خاطئا
ولقد تطرق الحديث إلى (الوسائل) التي يستطيع بها رجال جمعية العلماء إعلان آرائهم دون أن يقف الاستعمار في وجههم، فقال لنا السيد البشير الإبراهيمي إن الأدب الرمزي هو الوسيلة الوحيدة لهذا وإنه قد ابتدع لونا من فنون الأدب هو (سجع الكهان). . . استطاع عن طريقه أن يفصح عن كثير من آرائه الجريئة الحرة في الكثير من المسائل والأشخاص. وكانت جريدة البصائر التي تصدر في الجزائر ميدانا لهذا اللون الجميل من الأدب
وقد روى لنا أكثر من أرجوزة من هذا السجع، صور فيها رأيه من كثير من القضايا