للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المصور]

شاهدت حاكية تأتي على الصوَرِ ... كأنما يتحدى رسمها القدرا

فقلت خلق بلا سمع ولا بصرِ ... لينفخ المرء فيها الروح إن قدرا

محمود غنيم

رسالة المرأة

فن التجميل والمرأة في مختلف العصور

للآنسة زينب الحكيم

بينت في مقال الأسبوع الماضي نشأة فن التجميل، وأوضحت اتجاه المرأة بالنسبة له. واليوم نتحدث عن فن التجميل في مختلف العصور.

استفسرت من أميرة كردية في راوندوز عن الوسائل التي يتزين بها بعد أن أثنيت على جمالهن، وعجبت إذا كان كله من إبداع الطبيعة! فقالت: إننا نحن الكرديات ليست لنا أسرار. قالت ذلك علناً أمام رجلين من الأكراد كانا في مجلسنا. وعندما هممت بالانصراف، وجدتها تستبقيني لحظات بعد انصراف الرجلين، وانتحت بي ناحية خاصة من الحجرة الكبيرة، ثم قالت: الآن أستطيع أن أصدقك القول جوابا عن سؤالك لي عن وسائل زينتنا. ورفعت غطاء حريرياً ثقيلاً عن صندوق، فلما فتحته أوضحت لي محتوياته، فأرتني نوعاً من المسحوق الأبيض غير النقي، وقالت: هذا نوع من تربة بلادنا كردستان نستعمله لتبييض وجوهنا بعد أن نمزج قليلاً منه بالماء

ثم أرتني نوعاً من الكحل ونوعاً من الدهن يستعملنه لشعورهن، وأطلعتني على عدد من مناديل اليد الحريرية الزاهية الألوان، هذا إلى جانب الحلي الذهبية الكثيرة التي تحملها فوق رأسها وصدرها وأطرافها، والثياب الفخمة الثقيلة التي تلبسها وأسّرت إليّ: (إننا كجميع النساء لا بد لنا من بعض الأسرار)

وما كان أشبه هذا الحادث بما حصل مرة مع أميرة هندية، سئلت عن وسائل تزينهن قالت: (ليس لنا نحن الهنديات أسرار لأننا كجميع النساء كلنا أسرار) ومع ذلك، فقد كانت تحمل أنواعاً من صناديق المراهم والدهون أينما ذهبت، ووسائل تزين هاتين (الكردية والهندية)

<<  <  ج:
ص:  >  >>