إن الحقائق العلمية التي أسفرت عنها بحوث الكيمياء الحيوية قد دلت على ارتباط مظاهر العقل والحياة بما يحمله الدم من مواد
قال أحد علماء علم الأحياء: (كنت أرتاب قبلاً في أن البحوث الكيميائية الحيوية والكيميائية النفسية تستطيع أن تسفر عن رأي من الآراء في ظاهرة ليست من ظاهرات الطبيعة والكيمياء، إلا أنني الآن أرى غير ذلك. ولأضرب على ذلك مثلاً غريباً بما قد يستطيعه بعض العلماء في المستقبل من القطع بأن نقصاً في إحدى مركبات الفسفور، وزيادة في فعل التأكسد في ناحية معينة من قشرة الدماغ، يصحبان دائماً العبقرية في الشعر
ولندلل على حقيقة عنوان المقال ببعض آثار ما تفعله الغدد الصماء؛ فقد ظهر أن هرمون البرولاكتين، وهو مما تصنعه وتدفعه الغدة النخامية في فصها الأمامي، ذو أثر خاص عند الإناث يدل على أن حب الأمومة قائم على أصل غزيولوجي ممثل بشكل مادة كيميائية قد تكون مؤلفة من جزيئات زلالية كبيرة
وعندما يبلغ أحدنا دور المراهقة تبدأ الغدد التناسلية بإفراز هرموناتها الخاصة، تلك التي تبدو على أثرها أعراض الصفات الجنسية الثانوية، مثل ظهور الشعر في الوجه وتضخم الصوت عند الذكور، ونمو الحوض والصدر وترسب الشحم تحت الجلد عند الإناث. فإذا كان في الغرائز الجنسية ما يبعثها على التهيج والغليان، فإن الطبيعة تسلك في تهدئة هذه الغرائز طريقاً كيميائياً يحدثه لها هرمون البرولاكتين. فقد ظهر أن من مزاياه عرقلة مغالبة الغدد التناسلية عندما تكون بها حاجة إلى التهدئة
على أن هذه الكتلة النسيجية الحمراء المستكنة في منخفض عند قاعدة الجمجمة التي لا يزيد وزنها عن نصف غرام ولا يربو حجمها على حجم حمصه كبيرة - وأعني بها الغدة النخامية - تعتبر الغدة الحاكمة في الجسم وإليها مرد الفضل في أعمال النمو البيولوجية
كذلك ظهر أن هرمون الثيروكسين وهو مما تفرزه الغدة الدرقية يقوم بأعمال الهدم والبناء في جسم الإنسان، وإذا قل مقداره عن حده المعتدل تعرض الإنسان للبله وقصر القامة؛ وأن