للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

صور من هوميروس

٩ - حروب طروادة

فتنة. . .

للأستاذ دريني خشبة

انتظرت ذيتيس - أم أخيل، وحبيبة زيوس من قبل - حتى عاد الإله الأكبر من حفل أولمبي دعي إليه حينما شبت السخيمة بين أجاممنون وبين ابنها، فأسرعت إليه لتكلمه في الإهانة التي لحقت أخيل العظيم، وأزرت بكبريائه، كسيد جنود هيلاس. . . . .

عجلت ذيتيس إلى زيوس. . . . .

وكانت ذكريات غرام الإله الأكبر ما تزال تتدفق في قلبه؛ وكان رنين القبل فوق شفتيه القرمزيتين ما يزال تتجاوب أصداؤه الموسيقية على شفتيه المنهومتين الملتهبتين؛ وكان هذا الجمال الفتي ما يزال له رجع في كل جوارحه. . . وجوانحه. . .

وقفت أمام زيوس!. . . .

وكأن حلما لذيذا طوف بعينيه، فرأى إلى قصة حبه تتمثل بكل ماضيها الحافل أمامه؛ ورأى إلى هذه الأويقات الحلوة التي التذ فيها فتنة ذيتيس تثب فجأة من الأيام الخوالي فتغمره بسحرها وأسرها؛ ورأى إلى ذراعيه المرتجفتين ملتفتين حول خصرها النحيل، وطرفه الساهم الباكي يجول في طرفها الناعس الكحيل، ورأى إلى هذا المرمر الطروب المنصب في تمثالها يكاد يكلمه. . . فيروي له من أخبار العناق، وسكرات الهوى ما يفيض له دمعه، ويجب قلبه، وترتعد من ذكره فرائصه. . . .

- (ذيتيس؟!. . . . . .)

- (. . .؟؟. . .)

- (مالك؟. . . تبكين!. . . .)

- (. . . .!!. . . .)

- (لا. . . لا. . . إلي يا حبيبتي!)

<<  <  ج:
ص:  >  >>