للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أندريه جيد]

الأديب العالمي الكبير

للأستاذ خالص عزمي

إن فكري لا يتجه إلا إلى التنظيم، وإلى البناء. . . ولكنني لا أستطيع بناء أي شئ إذا لم أختبر المواد التي أبني بها الأفكار المعترف بصحتها. . . والمبادئ لا يقبلها فكري ما لم يعترف بصحتها. . . وأنا بعد أعلم أن أكثر الألفاظ رنيناً أكثرها فراغاً. . إنني أرتاب في الخطباء من ذوي الفكر الصحيح، من الرسل الأدعياء. ولا أنفك أهتك النقاب عن مضمون جعجعتهم

(أندرية جيد)

في ليلة الأربعاء العشرين من شهر شباط المنصرم: روع العالم واهتزت الأوساط الأدبية لوفاة الكاتب العالمي الكبير (أندرية جيد) وهو لا يزال جزيناً على موت الأديب الأرلندي الشهير (جورج برناردشو)

وفي هذا المقال نقدم كاتبنا الكبير في صورة صحيحة خالية من الرتوش، مستوحين تلك الصورة من عالمه الذي كان يعيش فيه، ومن مقالاته ومؤلفاته التي كان ينشرها على العالم

في عام ١٨٦٩ ولد طفل يبدو على سيماء الذكاء وتبرق على جبينه العبقرية والدهاء. كان يعيش كما يعيش غيره من أبناء فرنسا في ذلك العهد: فترعرع في جو يسوده عدم الاستقرار وتطفي عليه أصوات الاضطرابات، ولم تكن الحال هكذا الجو الخانق والحياة المرتبكة راح (الطفل) أندرية يواصل دراسته حتى بذ جميع لأقرانه مما أوجب اهتمام المدرسين الذين كانوا يشرفون على سير دراسته!

وعندما التحق جيد بالمدرسة الثانوية لمواصلة دراسته ظهرت فكرة العبقرية التي كان يتحدث بها أساتذته أكثر وضوحاً وتركيزاً. فقد برزت علامات النبوغ ومخايل الذكاء عليه حتى أصبح مثلاً يضرب فيه!

وبقي جيد ينهل من العلوم المختلفة والآداب قديمها وحديثها ومن اللغات زمناً غير قصير، استوعب خلاله ثقافة واسعة شاملة كان بها عارفاً لفلسفة اليونان وفلسفة العصر، بالإضافة

<<  <  ج:
ص:  >  >>