للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[النبي المقنع]

بقلم الإمبراطور نابليون بونابرت

نقلها إلى العربية عن الترجمة الإنكليزية

الأستاذ إبراهيم عبد الحميد زكي

مقدمة

لا تنحصر أهمية هذه القصة في كونها أثراً من آثار رجل عظيم فحسب، بل تتعدى ذلك إلى ما تكشف للناس عنه من اتجاه نابليون وطموحه قبل أن تتيح له الثورة الفرنسية فرصة إظهار عبقريته ونبوغه في الحرب والقيادة. فقد كان نابليون حتى عام ١٧٨٩ ضابطاً صغيراً في الجيش الفرنسي، ولم يكن قد ظهر له من المواهب شئ يسترعي الأنظار، وكانت أسرته الكورسيكية قد أخنى عليها الدهر وقضت الأيام بأن تعاني شدائد العسر والضيق المالي، فرأى الشاب أن يحزم أمره ويعقد عزمه على إصلاح شؤونها وتفريج كربتها بالالتجاء إلى الأدب عسى أن يظهر فيه ويذيع اسمه فينال من الشهرة ما يكفل له رواج كتبه وسعة رزقه، فاتجه بجميع قواه نحو تحقيق هذه الغاية، وبذل من الجهد في هذا الميدان مثلما قدر له أن يبذل في ميدان الحرب والقتال، فوضع كتابا في تاريخ جزيرة كورسيكا وهذبه على الأقل ثلاث مرات؛ وألف رواية كورسيكية أيضاً وعدة قصص صغيرة وبضع قصائد شعرية ومقالات كثيرة. فعل هذا كله ولم يبلغ سن العشرين، ولكن ذلك لم يجد عليه نفعا ولم يحقق ما كان يطمح إليه، فلم ينشر كتاب التاريخ، وظلت روايته مخطوطة، ولم تر مقالاته ولا قصصه الضوء إلا بعد سنوات كثيرة من تأليفها

ولقد قيل عن قصة (النبي المقنع) أنها محض خيال، وإنها لا تستند إلى شئ من الواقع، ولكن هذا غير صحيح. حقاً أن نابليون لم يتبع الدقة التامة في ذكر التفاصيل، ولكن هذا لا يعني أن القصة لا تقوم على أساس تاريخي صحيح، بل أن المرء يلاحظ أنه عرض حوادثها عرضاً تمثيلياً (دراماتيكياً) قوياً. وقد كتبها نابليون عام ١٧٨٧، وجرى في تأليفها على أسلوب فولتير ونشرت عام ١٨٢١ - أي عام وفاته

القصة

<<  <  ج:
ص:  >  >>