للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القصصُ

الصاحب والآلهة

لتشارلس جارفس

بقلم الأديب كمال رستم

وقف جاك كارلتون في ناحية من (الهملايا) يرقب رجاله وهم يقومون بتغطية السفح بالأكواخ الخشبية، فما عتم أن أحس بشعور الرضى تزخر به نفسه.

نزح جاك إلى تلك الأصقاع وفي رأسه مشروع كبير هو قطع الأدواح الباسقة القائمة في تلك الأجمة المترامية الأطراف وسط تلال الهملايا، وتصدير الآلاف منها إلى الخط الحديدي الممتد على ثلاثة الآف قدم من السهول الجنوبية.

وعلى مسافة قصيرة أسفل التل وقف رئيس عماله (رينجت سينج) وعيناه أبداً شاخصتان إلى سيده، وذراعه دوماً على أهبة الاستعداد لأن ترفع في أي وقت إشارة لآلاف الرجل الذين لا تكاد عيونهم تقع على شيء غيره، وكان لهذا الرجل تأثير غريب على أهل هذه البقعة بلا أستثناء!

وهو وإن بدت عليه آثار السن العالية كان رائيه يستملي فيه وداعة الطفل، ويستجلي منه قوة خارقة للمألوف؛ فيه شجاعة مدمرة لا تعرف الونى أو الفتور، ثم هو بعد أملس البشرة عدا شارب أبيض يحكي الجليد. وكان وقتذاك يرتدي ثياباً وطنية من صوف الماعز، وينتعل خفين من الشعر. ورنجت سينج هذا تجري في عروقه قطرات من الدم الملكي، فهو سليل جنس (الراجا) العريق في القدم الذي ينحدر رأساً من سلالات آلهة عاشوا على مدى الأجيال وسط صقيع (جانجوتريا) أرومة (الجانجوتريين) العظام، وكان طبعه وجملة مشاعره، تغلب عليها الروح الأوربية، وإن كان من العسير إن لم يكن من المستحيل على الفهم قبول ذلك. أما روحه فكانت تفيض بشاعرية مرهفة، وأما قانونه فكان الانتقام، وهو متأثر في كل من طبعه وقانونه بهؤلاء الرجال الذين نصبوا أنفسهم لنشر عقائد (البوذية) و (الشاستية)! أما في روحه فقد كان يجنح إلى الذين وجدوا في طفولة العالم

وإن قلبه لينبض بحب اثنين في هذا العالم المملول: حفيده الطفل (سيكوندار)، وسيده

<<  <  ج:
ص:  >  >>