يؤلمني أن أنهي إليك أن الخطبة التي كانت قائمة بين ابنة عمك وبيني قد انفصمت عراها، وأن هذا الانفصام إنما يرجع إلى أتفه الأسباب وأبعثها للضحك. . هي لعبة قذرة لجأت إليها من غير عمد. . لذلك لجأ إليك يا سيدي العزيز لتنقذني مما أنا فيه ولن أنسى لك ما حييت ما قدمته لي من مساعدة.
إنك تعرف جيلبرت. . أو بالأحرى تظن أنك تفهمها. . ولكن من ذا الذي يفهم امرأة؟ ومن ذا الذي بإمكانه أن يثق بآراء النساء ومعتقداتهن وأفكارهن؟ ألا ترى أنهن لا يلبثن على وضع ولا يستعن بمنطق، وأنهن يتهربن في المناقشات، ويبدون متمسكات بآرائهن إلى حد العناد ثم يتحولن عنها فجأة لمجرد أن طائراً صغيراً قد ظهر عند حافة النافذة؟
ولست في حاجة إلى أن أبين لك مدى تمسك ابنة عمك بالين إذ هي - كما تعلم - قد تلقت دروسها عن الراهبات في نانسي. . وربما كنت تعلم عنها هذا الصدد أكثر مما أعلم. . ولكني على ثقة من أنه قد غاب عن ذهنك أنها امرأة قبل كل شيء وأنها في عواطفها وآرائها كالريشة في مهب الريح. فما أسرع تحولها من الإشفاق إلى الغضب، ومن الحب إلى الحقد!
حسن! لقد خطبتها وأحببتها إلى حد العبادة وقد بدا لي أنها تحمل لشخصي بعض الميل. . وفي إحدى الأمسيات تلقيت برقية تستدعيني إلى كولونيا لإجراء إحدى العمليات. فأسرعت إلى جيلبرت لأودعها وأعتذر لها من عدم إمكاني تناول العشاء مع والديها يوم الأربعاء ولأطلب منها أن تؤجل الحفلة إلى يوم الجمعة عند عودتي. . آه يا عزيزي. . حذار من يوم الجمعة فإنه يوم شؤم. وعندما أخبرتها بعزمي على القيام بالرحلة رأيت دمعة تلمح في