للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عينيها ولكن ما أن أخبرتها بنيتي في الرجوع في أسرع وقت حتى صفقت بيديها وصاحت:

حسن. . حسن. . يجب أن تحضر لي هدية معك. . أية هدية رخيصة الثمن أبقيها معي دائماً لتذكرني بك. . ولكن عليك أن تنتقيها لي وأن تتأكد من أنها ستدخل السرور إلى نفسي. .

ثم قالت:

(إني أمنعك من أن تشتري هدية بأكثر من عشرين فرنكاً. . إذ لا يهمني عظم قيمتها وفداحة ثمنها. . إنما يهمني حقيقة شعورك وإخلاصك لي) وسكتت قليلاً ثم قالت وهي تخفض بصرها:

(إذا اشتريتها لي بثمن منخفض ونالت إعجابي فسأمنحك قبلة. .)

وسافرت في اليوم التالي إلى كولونيا. . فوجدت المصاب رب عائلة فقيرة ووجدت جراحه من الخطورة بحيث تستدعي عملية عاجلة. . فأجريتها له ومكثت إلى جواره ثمانياً وأربعين ساعة. . حتى إذا ما رأيته قد بدأ يرجع إلى نفسه استققللت عربة إلى المحطة.

وعلمت أن القطار سيبرح بعد ساعة فخرجت أتجول في الطرقات وأنا أفكر في المريض البائس. . وإذا برجل يتقدم مني. . ومع أني لا أفهم الألمانية وهو لا يفهم الفرنسية استطعت أن أدرك منه أنه يبيع آثاراً للقديسين. . وفجأة تذكرت جيلبرت. وتذكرت أنها شديدة التدين. . فتبعت الرجل إلى حانوته واخترت من بين محتوياته عظمة صغيرة من عظام إحدى القديسات محفوظة في علبة صغيرة من الفضة. . ثم سافرت. .

وعندما وصلت إلى منزلي أردت أن أرى العظمة مرة أخرى. ففتحت العلبة. . وإذا بي أراها خالية. وفتشت جيوبي واحداً إثر الآخر ولكني لم أعثر لها على أثر.

وأنت تعلم يا عزيزي القسيس أن معتقداتي الدينية ليست بالمتينة. وتعلم أني لا أعتقد في قدسية آثار القديسين - وتشاركني أنت في هذا الرأي - لذلك لم أحزن على فقد العظمة وبحثت عن أي شيء أحله محلها. . ثم ذهبت إلى حبيبتي. .

وما إن دخلت الحجرة حتى جرت إلي وهي تقول:

- ماذا أحضرت لي؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>