سبر العلماء لمراحل الإشعاع - طول الموجة وعدد الذبذبات - من الموجات اللاسلكية إلى الأشعة النافذة - أشعة الموت - الأشعة السينية وعمل (لاويه) - الضوء والكهرباء وأنواع كونية واحدة
حدثنا القارئ عن الموجات الكهربائية التي نستخدمها في الاستماع إلى الإذاعة اللاسلكية، وعن الموجات الضوئية التي نرى بها صورة الأشياء وذكرنا عقيدة (هرتز من أنها أمواج واحدة لا يتميز فريق منها عن الآخر إلا باختلاف أطوالها، فهي كأهل مدينة كبيرة بينهم من هو طويل القامة ومن هو قصيرها؛ كلهم من البشر ويمثلون جنساً واحداً ولكن يتحتم أن يوجد بينهم الطويل والقصير
ونذكر الآن أنه كان للمصادفة شأن هام في كشف (هرتز) لوحدة هذه الأمواج، ذلك أنه أراد أن يعرف ما إذا كانت للأمواج الكهربائية خواص الأمواج الضوئية كخاصية الانعكاس مثلاً، وتصادف أنه استخدم أمواجاً قصيرة طول موجتها بضعة أمتار فكان هذا الاختيار سبباً في نجاح تجاربه وفي نجاح نظريته الضوئية في الكهرباء، إننا لا نستطيع اليوم أن نعكس أمواج الراديو على مرآة لسبب واحد هو عدم استطاعتنا أن نصنع مرآة كبيرة تتناسب وأطوال الأمواج التي نستخدمها الآن، ولم نستخدم في الإذاعة الأمواج القصيرة إلا في العهد الأخير، وهي الأمواج التي أمكن عكسها بواسطة شبكة سلكية بدل المرآة، وليس ثمة شك في أن اختيار (هرتز) لنوع معين من الأمواج كان توفيقاً نحمد الظروف عليه، فقد تقدمت بذلك العلوم خطوة كبرى إلى الأمام
ولا نود أن نذكر للقارئ كلمة أمواج دون أن يتابعنا في المعنى المراد من هذه الكلمة ونعيد عليه أن الأمواج التي نعرفها في الظواهر المختلفة تنقسم إلى أمواج طولية وأمواج مستعرضة، وتعتبر الأمواج الضوئية والأمواج الكهربائية من النوع الأخير فهي أمواج مستعرضة، ومعنى ذلك أن الذبذبات تحدث عمودية على الخط الضوئي أو الكهربائي الواصل من المنبع إلى مكان وصول الشعاع، ويسمون طول الموجة المسافة الواقعة بين