للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من صميم القلب:]

لك الله أيها العربي!. . .

للأستاذ صبحي إبراهيم الصالح

لك الله أيها العربي! كم ثارت في وجهك الشدائد فصمدت لها في بطولة، واعتراضت طريقك العقبات فذللتها برجولة! وكم أتى الدهر بنيانك من القواعد فاستأنفت البناء، وداهمت حياتك النائبات فصبرت على القضاء!

لك الله ما أفقر دنياك وأغنى قناعتك، وما أقسى عيشك وأسمى غايتك، وما أبخل زمانك واسخي راحتك!

أنت للفقر تدافعه، وللبؤس تصارعه!

أنت للضعف تغالبه، وللذل تحاره!

أنت للعدو تجاهده، وللدهر تعانده!

أنت لوزرائك تدينهم على التكاسل، ولزعمائك تحاسبهم على التخاذل، ولعلمائك تشكو ما هم فيه من تجاهل!

أنت لأغنيائك تألم من بخلهم، ولفقرائك تبكي على ذلهم، ولنفسك تتوجع على ماأصابهم من حرمان، وما تجرعت من كؤوس الهوان!

بل أنت للمصائب كلها، وللخطوب جمعها. . . فما أعظم ما تلقاه، وما أقل حظك في الحياة!

كأني بفتن الدنيا تبحث عن محتمل لها فلا تظاهر إلا عليك، وبمحن الزمان تنشد صابرا عليها فلا تداعي إلا إليك، فإذا عسف القوى يلقى الأشواك في دربك، وإذا ضعف الموروث يدفن الاستغاثة في قلبك!

فلك الله من شاك كظيم لا يجد سميعاً!

ولك الله من مجاهد عظيم لا يلقى تشجيعاً!

أين رجالك الذين وعدوك الكرامة فأذلوك، وزعماؤك الذين لبسوا مسوح الرهبان فأضلوك، وأغنياؤك الذين شربوا دمك ثم استأكلوك، وعلماؤك الذين اتخذوا آلهتهم هواهم ثم أهملوك؟

أين الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم ليقاتلن صفا كالبنيان المرصوص أو يحرروا فلسطين ولينهض نهضة واحدة للغاصبين الغادرين، وليعاقبن بالطرد أنذال الشعوب، جرائم الفساد،

<<  <  ج:
ص:  >  >>