للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من روائع الشرق والغرب]

الوادي

لشاعر الطبيعة والجمال لامرتين

تعب قلبي كل شيء حتى من الأمل،

فلن يثقل بعد اليوم بأمانيه على القدر،

فأعرني يا وادي صباي وأحلامي،

ملجأ يومٍ انتظر فيه موافاة حمامي

ذلك هو الشعب يضرب في حشايا الوادي،

والغابات الكثيفة تقوم على سفوح الربي،

وأدواحها الحانية تقلى الظلال على جبيني

فتملأ شعاب نفسي بالسكون والغبطة

وهناك جدولان اختفيا تحت أعراش الخضرة،

يرسمان في انسيابهما منعطفات الوادي،

ثم يمتزح منهما الموج والخرير بالخرير،

ويفنيان وهما من المنبع على مدى قصير

كذلك جرى نبع أيامي جريان هذين الجدولين،

ثم ذهب من غير هدير ولا سمة ولا رجعة!

ولكن ماءها كان صافياً شديد الصفاء؛

اما نفسي فلم يتراءَ في كدرها صفو ولا هناء!

إن طراءة الجدولين وبرودة الظلال،

تعقلانني طيلة النهار على ضفافهما الخطيبة،

أهدهد نفسي على خرير مائها السلسال،

كما يُهدهَدُ الفل على المناغاة الرتيبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>