[في آفاق حافظ إبراهيم]
بمناسبة ذكرى وفاته
للأستاذ حسين مهدي الغنام
(بقية ما نشر في العدد الماضي)
ومن أمثلة سخريته المستترة ما كان بينه وبين شوقي. فقد وقف شوقي بين حافظ وبين القصر كالعارض الضخم، لا يستطيع حافظ أن ينفذ منه إلى صاحب القصر حتى يستطيع أن يصيب بعض ما أصاب شوقي، ولكن شوقياً لم يترك له مجالاً ينفذ منه.
فقد حاول حافظ أن يتملق شوقياً، بل قد تملقه فعلاً، فقال في بعض شعره يمدح الخديوي:
لم أخش من أحد في الشعر يسبقني ... إلا فتى ما له في السبق إله
وفي قصيدته الثانية:
إلى سدة العباس وجهت مدحتي ... بتهنئة (شوقية) النسج معطار
ومنها:
معان وألفاظ كما شاء أحمد ... طوت جزل بشار ورقة مهيار
ويعلل أحمد بك أمين في مقدمته لديوان حافظ هذا البيت بقوله: الظاهر أنه يريد المتنبي بهذا البيت.
ولكني أراه يقصد شوقياًن كما قال فيما تقدم. والسخرية في هذه الأبيات واضحة.
ومن سخريته بشوقيقوله يمدح الخديوي في قصيدة أخرى:
واليوم أنشدهم شعراً يعيد لهم ... عهد النواسي أو أيام حسان
أزف فيه إلى العباس غانية ... عفيفة الخدر من آيات عدنان
من الأوانس حلاها يراع فتى ... صافي القريحة صاح غير نشوان
ما ضاق أصغره عن مدح سيده ... ولا استعان بمدح الراج والبان
ولكنهما تصافيا وتصادقا بعد. . .
والأمثلة على هذا كثيرة لا تكاد تحصى.
٤ - شاعر إنساني