أثارت كلمة (زهير زهير) في (المكشوف) التي نقلتها الرسالة الغراء في العدد ٢٩٤ موضوعاً جديداً للبحث عن الأدب المصري، وعن مظاهر هذا الأدب، وما كان من أثر المؤلفات والمطابع المصرية في الأقطار العربية الأخرى
وأشهد أن كلمة (المكشوف) كانت جريئة. . . وأن حملة (زهير زهير) كانت شديدة قاسية بخست الأدب المصري والثقافة المصرية حقهما وفضلهما على وضوح هذا الحق وعظم هذا الفضل
وما كان لي أن أعرض لبواعث هذه الحملة
ولا يسرنا أن نذهب إلى الظن بأن العصبية الدينية، أو النزعة الإقليمية، تملي مثل هذه الآراء أو أبعد منها، وإنما الذي يهمنا أن ننافس السيد زهير زهير فيما عرض له
يقول الكاتب: إن أكثر المؤلفات التي تخرجها المطبعة المصرية غير مصري، وهى تختلف بين أن تكون نوادر مخطوطات أو طبعات جديدة لكتاب قديم، وإن المؤلفات المصرية الحديثة مخبأة لا تظهر على وجهه، وهو يتساءل عن كتاب واحد ذي قيمة لمؤلف مصري صميم
لنتساءل: ألا يكون إخراج المخطوطات النادرة، والقيام على تصحيحها وطبعها ونشرها، أو تجديد طبع الكتب القديمة وإصلاحها وإخراجها للناس منقولة محببة، عملاً أدبياً ذا قيمة؟ وهل يقتصر العمل الأدبي على كتابة مقال، أو تأليف قصة، أو نظم قصيدة؟
نحن في طور من أطوار النهضة، ونحن في هذه النهضة محتاجون إلى هذه المكتبة القديمة، ننبش آثارها، ونحيى مواتها ونجلو صدأها، ونظهرها طريفة براقة، تجتذبنا إليها، لنفيد من علمها الغزير، وفوائدها الكثيرة، والعمل في هذه الناحية والتوفر على إخراج هذه الثروة الدفينة عمل أدبي قيم، وجهد علمي شاق
ونحن لا ننظر إلى الأدب المصري في المقالة والقصة والقصيدة، فهذه ناحية واحدة من نواح كثيرة متعددة؛ وإنما ننظر إليه على أنه مجموعة من الجهود تتناول إحياء الثقافة الغافية، ونشر المؤلفات القديمة، والإنتاج الأدبي الصرف