ومن باب السلام لقد دخلنا ... واهدينا السلام من السلام
وقمنا عند شباك نزيه ... ودمعى في اشتباك وانسجام الخ
وتذكرت في هذا المقام قول الامام سيدي احمد بن الرفاعي قدس الله سره:
في حالة البعد روحى كنت ارسلها
تقبل الارض عنى وهي نائبتى
وهذه دولة الاشباح قد حضرت
فامدد يمينك كي تحظى بها شفتى
(ثم صليت تحية المسجد لدى المنبر، وتذكرت قصيدة من نفائس القصائد نقلتها من مجموع جامع، وكان رآها شيخنا الشيخ محمد بن ابراهيم الدكدكجى، فاخبرني ان جناب شيخنا الغنى بربه، سمع في زيارته منشدا لها على سدة الحرم النبوي والمسجد، فاجرت المدامع كالسحب الهوامع، فطلبها ليثبتها في رحلته الكبرى، فلم يجب الطلب، والقصيدة هي:
يا عين هذا السيد الاكبر ... وهذه الروضة والمنبر
فشاهدى في حرم المصطفي ... من نوره الساطع ما يبهر
(وعطفنا بعد هينة على زيارة بقيع الفرقد، وصرنا بعد الزيارة والطواف على من حل فيه من اهل الاشارة، نتردد على الحرم المنير، وكانت ليلة دخولنا المدينة الثلاثاء واقمنا الاربعاء والخميس، وذلك الخامس والعشرون من ذي القعدة، ولم يتيسر لى المبيت في حرم الثبيت الا ليلة الحبور، ولذا سميت بالخميس، وبعد ان صليت العشا جلست في الروضة الجنانية، مواجها للحجرة الشريفة الامانية، وختمت كتاب الادلائل، وصليت ما تيسر، تقدمت الى ما بين الاسطوانتين، مستقبلا للوجه الازهر، ولم اتقدم الى الشباك، واستأذنت في عرض (ورد السحر) على اسماعه الكريمة، فأتمته وانا بين يديه واقع، وكنت اذ ذاك وحدى، وتقدمت يسيرا لقبالة وجه جدنا الاعلى الصاحب في الغار، فعرضته عليه، وواجهت وجه سيدى عمر بن الخطاب وكررته على اسماعه، ثم