للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ أنور الجندي

الأدب في البصير

لفت نظري أخي الكاتب الأديب الأستاذ صديق شيبوب إلى احتفال الدوائر الأدبية الفرنسية هذه الأيام بذكرى مرور خمسين سنة على وفاة إميل زولا ومائة سنة على وفاة بول بورجيه

والأستاذ صديق شيبوب من ابرز كتاب الأدب المعاصر في الثغر الإسكندري؛ وقد شارك بجهود ضخمة في جماعة نشر الثقافة، وهو الآن محرر الصحيفة الأدبية الأسبوعية من جريدة البصير التي تظهر يوم الجمعة، والتي أنتظرها بشوق بالغ لأقرأ تلك الفصول الأدبية القوية التي يكتبها شيبوب فيسكب فيها عصارة مجهود ضخم، يبذله طول الأسبوع، فهي تحوي تلخيصاً وافياً لكتاب من الكتب الأوربية الجديدة وتعليق المترجم عليه

وجميل أن تظل صحيفة (البصير) التي تملأ أعمدتها بحديث المال والاقتصاد، محتفظة بذلك التقليد الجميل، تقليد الصفحة الأدبية الأسبوعية بعد أن هجرته الصحف اليومية أو حولته إلى صورة ليست من الأدب في شيء لإرضاء رغبات القراء، وغرائز الجماهير

وقد كانت بدعة الصحيفة الأدبية الأسبوعية قد انتشرت في الصحافة المصرية إلى ما قبل ١٩٣٩ عندما بدأت الحرب العالمية، واضطرت الصحف إلى أن تلغي صفحات الترف منها واقتصرت على الأنباء الهامة

وكانت الصفحات الأدبية في البلاغ والسياسة والأهرام والمصري، تتناول الكثير من مشاكل الأدب وشؤون الفكر. . على نحو لا بأس به. وكانت تقوم المحاورات والمساجلات الأدبية بين كتاب الصحف اليومية وكتاب المجلات الأدبية، كالمسجلات التي قامت بين العقاد في الجهاد وطه حسين في الرسالة. . وغيرها

فأما انتهت الحرب العالمية وعادت الصحافة إلى التوسعة على قرائها بمزيد من الصفحات، كان الذوق الصحفي قد طور، وأخذ يمضي في طريق يمكن القول بأنه مضاد للأهداف الأدبية والفكرية العليا، فقد عنيت الصحافة بالأدب الخفيف أو أدب (الساندويتش) وحرصت على أن تقدم للقارئ القصة المثيرة، والصورة العارية، والفكاهة التافهة، باسم الطرائف

<<  <  ج:
ص:  >  >>