من أشهر المجلات الشهرية العالمية وأوسعها انتشاراً وأغزرها فائدة، هي مجلة (زبدة القراء) التي يشرف على تحريرها نفر كبير من مشاهير الأدباء والعلماء، وقادة الفكر المحدثين. ولعل خير وصف لها تسميتها (بمجلة المجلات). ذلك لأن القائمين على إدارتها يختارون لها من عشرات المجلات أطيب الآثار الأدبية وأوثق الآراء العالمية وأحدث الأنظمة الاجتماعية وما إليها، ثم يجملونها ويوجزونها في صفحات قليلة يعرضونها على قرائهم بصورة جذابة وطريقة خلابة تستلفت أنظارهم، وتستهوي أفئدتهم، وتسحر عقولهم، فيقبلون على انتهال مواردها إقبالاً يفوق إقبال الصادي في الصحراء على موارد المال
وميزة أخرى يتحتم علي إلا أغفل ذكرها، هي أن القارئ يجد في القسم الأخير منها موجزاً لكتاب في مختلف ألوان الأدب والقصص والعلوم، تقره في كثير من الأحيان، جمعية (كتاب الشهر) وتوصي بمطالعته بعد أن تكون قد اختارته من مئات الكتب التي صدرت في تاريخ صدروه
ولا شك في أن مثل هذا العمل المثمر والإنتاج النافع يسدي إلى القراء خدمات جليلة. ذلك لأن الإنسان، بلغ ما بلغ من حب المطالعة لا يستطيع، بل إنه ليعجز عن أن يطالع جميع ما يصدر من كتب ومجلات، مهما اتسع وقته وتوفر فراغه. ولا ريب أيضاً في أن الأستاذ الزيات يشاركني في اعتقادي، ونحن في مستهل نهضتنا الفتية المباركة، بأن حاجتنا مُلِحةٌ جداً إلى مثل هذه المجلة الفريدة، مع نبل الرسالة التي تحملها رسالته، فعسى أن تكون كلمتي هذه حافزاً له في تحقيق هذه الفكرة وسد هذه الثغرة
كاتب هذا المقال الذي نقتبسه من هذه المجلة هو الدكتور هنري لنك رئيس دائرة الخدمة السيكولوجية في مدينة نيويورك. وتضم هذه الدائرة جماعة من علماء النفس الذين يقومون بإرشاد من يستشيرهم في المشاكل التربوية والمهنية والشخصية. ولا يزال كتاب الدكتور لنك الأخير:(العودة إلى الدين) يتمتع بشهرة واسعة وإقبال عظيم، بالرغم من مضي أكثر من سنة ونصف سنة على نشره