للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وكما كانت المحاولة في الأمس العتيق تساجلاً بين نضرة من هنا ونضرة من هناك، كذلك كان الأمر في أعقاب القرن الماضي؛ يوم أصبح العلم العربي لا يطلع له قمر إلا من أرضنا، فبعثنا بالممتعات في الأدب والفن والتاريخ واللغة، وجاء الرد بعد الأخذ، وصحت المقابلة في التاريخ! وإذا كانت رياح العربية تهب اليوم من مصر ومن عندنا في آن معاً، حتى ليكاد يختلط الطيب فنتقاتل على فخر الشيوع، فما هي إلا من أهبة يأخذها التاريخ لتدوين هذا النسق الجديد من المحاولة التي لم ينقطع خيطها، والحمد لله. . .!

فيا صاحب الجلالة

شرفاً لعرشك فهو كرسي النيل، ودق ظلَّل نصف الحضارة البشرية؛ وتيهاً لمطرفك فهو ثوب (محمد علي) وقد فيَّأَ نصف الحضارة العربية. فشاطر عرشك في محاولة الشرق القديمة، وساهم مطرفك في المحاولة الحديثة؛ فإذا تسلمت بكفّيك الغضتين وديعة الماضي الباهظة، فلا خوف عليها، وأبيك (يا ابن فؤاد)! وإن لبنان الذي شرفني بالوقوف بين يديك، فوق تشرفي بالكلام باسمه، لا يبرح على العهد. فدارنا الشرق، وأهلنا العرب، ولساننا الضاد، نشمخ به في الأفلاك. . .

ويا صاحب الجلالة

مقبلٌ أنت - يا ربيع الوادي - على سنَّة الثمر، غِبَّ الزهر، فتصبح المثال العالي لجبل الشرق الطالع، في مباكرة ذلك النعيم الاجتماعي، الذي يأنس له العقل والدين، ويحمد (واديك) طيب الموسم، وينظر لبنان إلى البركة بعين الصديق. إذا شاء الله

أمين نخلة

<<  <  ج:
ص:  >  >>