كتبت منذ أسابيع مقالاً بمجلة (آخر ساعة) عنوانه (أريد من هؤلاء) قلت فيه:
(أريد من زعمائنا أن يشغلوا أوقات فراغهم، لأن الذي لا يحسن تدبير الفراغ لا يحسن تدبير الأعمال)
ثم قلت:(وندع رجال السياسة والأعمال، ونلتفت بعض الالتفات إلى طائفة من كبرائنا لها في العصر الحاضر عمل لا يغني عنه عمل الآخرين
(إن العصر الحاضر عصر حرب، وإن مصر قد أصيبت من هذه الحرب ووجب أن تعرف على التحقيق كيف تتعرض لها وكيف يكون الدفاع عنها. وقد ظهر عن معارك العلمين وطرابلس وأفريقية الشمالية ما لا يقل عن خمسين كتاباً في اللغة الإنجليزية ولم يظهر كتاب واحد من رجالنا المختصين بشئون الحرب في هذا الموضوع. وعندنا طائفة غير قليلة العدد من كبار ضباطنا المحالين إلى المعاش، فلماذا لا يكتبون لنا رأيهم في معركة العلمين وفي خطط القتال الذي دار بين أوكفلك ومنتغمري وروميل وجرازياني وسائر القواد والضباط؟)
وقد عقب على مقالنا هذا الأستاذ عبد الخالق يوسف المحامي فقال إنه يوافقنا على رأينا ولكن (ذلك لا يمنع من الإشارة إلى المؤلفات التي وضعت في هذا الموضوع والتي كتبها الأديب الملازم الأول السيد فرج). . . وهي تناول حرب الصحراء المصرية وأفريقيا الشمالية، وأحاديث أخرى عن الحرب من وجهة عامة
ونحن، والحق يقال، قد فاتنا أن نطلع على المؤلفات التي أشار إليها الأستاذ عبد الخالق يوسف حين صدورها، ثم اطلعنا على بعضها بعد أن نبهنا إليها قراؤها المعجبون بها فألفيناها من الموجزات الوافية بمقاصدها في هذا الموضوع، وصح أن يقال إن مؤلفها الفاضل قد قام بما يسميه الفقهاء (فرض كفاية) عن الكتاب العسكريين في مصر، أو الذين كانوا ينبغي أن يحسبوا في مقدمة الكتاب العسكريين
فكتابه عن حرب الصحراء المصرية ملم بمقدمات هذه الحرب وأطوارها واختلاف عوامل النصر والهزيمة فيها، وقلما اتصلت بهذه الحرب مسألة من المسائل التي تعني العسكريين