للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[وحي العام الجديد]

إلى أين نسير

بين التفاؤل والتشاؤم

للأستاذ محمد حسن ظاظا

(أم ترى نحن هنا، كما يقول غرورنا لنلعب على مسرح الحياة

دورنا الخالد؟)

جوفروي

انتهى عام وبدأ عام جديد، وانتهت من قبل أعوام وبدأت أعوام جديدة، وستنتهي غداً أعوام لتبدأ من بعدها أعوام جديدة؛ فإلى أين نسير وإلى أي مصير؟ أتُرى ندور في حلقة مفرغة يتصل أولها بآخرها وآخرها بأولها، فلا يمضي عام إلا ويتلوه عام آخر، ولا ينقضي خلق إلا ويخلفه خلق آخر؟

لشد ما يحار الإنسان عندما يسأل نفسه هذا السؤال في مطلع كل عام ولشد ما يجد الحياة حوله لغزاً معضلاً يستعصي على الحل، ولا ينفرج في ناحية إلا ليتعقد ويضيق في النواحي الأخرى

ولقد وقف هذا الموقف بالأمس الأستاذ فراح يتساءل أمام تلاميذه (بالسربون) عن الغرض في حياتنا تحت الشمس، وعن معنى الدور الذي نلعبه على مسرح العالم. وراح يعدد الظروف التي تستثير في نفوسنا هذا الموضوع، والنظرات التي تلقيه على مسامعنا؛ ونحن نورد لك اليوم موجزاً لأقواله، ثم نعقب عليه بما نريد

يقول: (لا يكاد يصل الإنسان إلى هذا السؤال إلا أخيراً، ولكن مشاغل الحياة لا تلبث مع ذلك أن تصرفه عن التفكير فيه؛ والناس حياله سواء، عالمهم وجاهلهم، وغنيهم وفقيرهم، وسعيدهم وشقيهم؛ فليس من واحد منهم يصدمه حادث أليم إلا ويغيم على ذهنه ذلك السؤال المحزن (لماذا نحن هنا؟ وما معنى هذا الدور الذي نلعبه؟)

ثم نحن ندخل الدنيا ونفوسنا مليئة بالآمال والشهوات والرغبات، وتدفعنا هذه النفوس النهمة الجائعة إلى تحقيق إرادتها وسعادتها، فيقف العالم أمامنا ليحارب تلك الإرادة بكل ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>