في عصرية السبت الماضي أقيمت مناظرة في كلية الآداب أريد بها تحديد المدى الذي وصلت إليه الجامعة في تأدية رسالتها العلمية والأدبية والاجتماعية، واشترك في المناظرة طالب وطالبة، واثنان من الخرجين، واثنان من المدرسين، وقد دامت المناظرة نحو ثلاث ساعات، وحضرها جماهير من بيئات مختلفات، ولم يقع فيها ما يسوء برغم العنف الذي ثار تصريحاً أو تلميحاً بين المؤيدين والمعارضين. ومع أني كنت أؤيد الرأي فقد راعتني الحجج التي قدمها من عارضوني، لأن أحدهم وهو الأستاذ حسين دياب حضر ومعه عددان من مجلة (الرسالة) فيهما كلمات تشهد بأني قلت مرتين بأن الجامعة لم تؤد رسالتها على الوجه المنشود
كانت كلمتي مكتوبة، ولكني اختصرتها لضيق الوقت، فتجمع الحاضرون حولي عند الانصراف، ورجوني أن أنشرها في (الرسالة) كاملة ليقرءوا ما فاتهم أن يسمعوه، فأنا أقدمها إلى (الرسالة) تحقيقاً لذلك الرجاء النبيل
وتكميلاً للغرض أسوق الملاحظات الآتية:
١ - أجمع المعارضون أن الصلة بين الجامعة وخريجها منقطعة تمام الانقطاع، وأن الجامعة لا تعرف غير من تراهم من الطلبة والمدرسين. ولو كانت الجامعة أدت رسالتها لكان من الواجب أن تهيئ لأبنائها القدماء فرصة التلاقي في رحابها في كل عام مرة أو مرتين
٢ - كان اللحن الفظيع يغلب على بعض المعارضين، وكان الجمهور يقابل اللحن بالضجيج، وقد اعتذر أحد المعارضين بأن لحنه من الشواهد على أن الجامعة لم تؤد رسالتها، فكان ألطف اعتذار في التاريخ الحديث!
٣ - وردت في خطبتي كلمة موجهة إلى العميد، فأسرع بعض المدرسين ليسر في أذني كلاماً يرجوني فيه ألا أحرج العميد وكان الظن أن يدركوا أن العميد أقوى مما يظنون؟
٤ - كان اثنان من المدرسين المشتركين في المناظرة يقلدان الدكتور طه حسين في التعابير