الحمد لله الذي بدل قضية هذا الوادي من قضية محادثات ومفاوضات ذليلة مهينة. . إلى قضية نار ودم وكفاح أبي عزيز. .
الحمد لله الذي بدل هذه القضية عداء صريح جاهر للاستعمار وقراصنة الاستعمار. .
الحمد لله الذي أخرج هذه القضية من أيدي نفر قليل من السياسيين والدبلوماسيين والمستوزرين والرأسماليين. . إلى أبدي الملايين من شعب الوادي أصحاب البلد الحقيقيين.
الحمد لله، الذي سخر روبرتسون وإرسكين وأكسهام، لكي يحرقوا مراكبهم هذا الشعب، ويركبوا رءوسهم على هذا النحو، ويرتكبوا الحماقة التي أخرجتهم من أمريكا، وأخرجتهم من الهند، وستخرجهم بإذن الله قريباً من كل شبر من الأرض، دنسته أقدام القراصنة النجسة. .
اليوم قضى الأمر، وتأرثت الثارات والأحقاد بين هذا الشعب وبين القراصنة، فاللهم لا سلم بعد اليوم مع هؤلاء السفاكين: ولا معاهدة بعد اليوم مع الفجار، ولا تحالف بعد اليوم مع الأعداء. . ولا شيء إلا الكفاح الدامي، وإلا الدماء والنار، بيننا وبين الأوغاد.
اليوم قد قضى الأمر، وقطع الدم المهراق كل قنطرة وكل جسر، يمكن أن تقام عليه صلة ما، بين الوادي وجلاديه. . فاللهم لا همسة ولا نأمة بعد اليوم تتحدث عن الصداقة، أو تتحدث عن التحالف. اللهم لا رجل ولا شبه من أهل هذا الوادي يلوك شدقاء كلمة واحدة عن الجبهة الغربية، إلا أن تكون رصاصة مواجهة إلى معسكر القرصان.
أن الذي يلوك شدقاء بعد المجازر الهمجية التي يقيمها الأوغاد لأهل البلاد. . الذي يلوك شدقاء كلمة واحدة عن أية صلة، من أي نوع، تربطنا بمعسكر الهمج الغربيين، لهو رجل لا غرض له، ورجل لا كرامة له، ورجل لا نخوة له. . وحاشاه أن يستمع هذا الشعب النبيل لمن لا غرض لهم ولا نخوة ولا كرامة.
لقد دارت عجلة الزمن - وإنها لتدور سريعة عنيفة في هذه الأيام - دارت فطوت كل فرصة كانت متاحة لعباد الإنجليز أو لعباد الغرب على العموم. . لقد ذهبت إلى الأبد كل محاولة لربطنا بمعسكر الغرب المتبربر. . لقد انتهى كل شيء، فلا مجال لغير الرصاص