لم يتمكن الغزاة أو المهاجرون الجدد من احتلال كل فلسطين فظل ساحل (فلسطية) بأيدي الفلسطينيين الذين جاءوا إلى هذا المكان مكن الخارج. ويقال إن أصل هؤلاء من (جزيرة كريت) وقد نزلوا في أيام الكنعانيين. وظلت أماكن أخرى بأيدي أصحابها القدماء، وقد كان الكنعانيون على ما جاء في التوراة منقسمين إلى أحد عشر سبطاً أو أكثر وكان من أشهرهم (اليبوسيون، والعموريون، والجرجاشيون والجوبون والفرذيون والعرقيون والسينيون والإرواديون والصماديون والحماثيون.
وقد اشتركت كل هذه الأسباط في مقاومة العبرانيين واتحدت مع الإمارات الأخرى في طرد العبرانيين وفي الدفاع عن أرض فلسطين من هجمات الأمم القوية كالآشوريين والبابليين. وقد عثر في هيكل الكرنك في أرض الصعيد على جدول مثلث لمدن كنعان يتضمن ذكر ١١١٨و١١٩ مدينة يظن أنها المدن التي افتتحها (تحتمس الثالث) قبل أيام يشوع أي قبل مجيء الإسرائيليين.
كان الإسرائيليون على جانب عظيم من البداوة عند دخولهم (أرض كنعان) وكانوا في درجة واطئة من الحضارة والثقافة بالنسبة إلى الكنعانيين ولذلك تأثروا عند مجيئهم إلى هذه الأرض بالثقافة الكنعانية ولا سيما أولئك الذين قيل لهم (الإسرائيليون) وهم الذين سكنوا في الشمال واتصلوا في بالفينيقيين وتأثروا بهم وعبدوا الإله (بعل) بدلاً من إلههم (يهود) إله التوحيد. أما أولئك الذي سكنوا المنطقة التي عرفت فيما بعد باسم (مملكة يهودا) فإنهم ظلوا على فطرتهم الأولى وعلى جانب من البداوة وقد كان هذا الاختلاف الثقافي من عوامل الانقسام الذي حدث في أيام الملك (رحبمام).
قيل لليهود (العبرانيون) وفي اللاتينية وقد أخذت هذه الكلمة من (عبراية) الآرامية. وهذه من (عبرى). أو (عبريم) الواردة في التوراة والتي كانت تطلق بصورة عامة على (بني إسرائيل) ' أي (أبناء إسرائيل).
وقد أطلق الكنعانيون كلمة (العبرانيين) على المهاجرين الذين كانوا يدعون أنهم من صلب (إبراهيم)(إبرام) لتكون لهم علامة فارقة ولتدل على إنهم من الشعوب الغريبة الطارئة