للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

على الكنعانيين.

أما النظرية اليهودية فتقول أنهم إنما سموا (عبرانيين) لعبورهم نهراً أو لقطع حد (أي عبورهم من جهة إلى جهة أخرى. . . عبرها - ناهار) - أي (عبور النهر إلى الجهة الثانية منه) ويظن إن المقصود من (النهر) نهر الفرات الذي عبره عند (حاران)

ويقال للأرض التي خرج منها إبراهيم وناحور (آرام النهرين) - ويرى العالم (سايس) أن معنى الكلمة (تجار) لأنهم كانوا يعبرون نهر الفرات لأغراض تجارية).

ويرى بعض العلماء أن كلمة (عبرانيين) من (عابر) وهو حفيد (سام بن نوح). ولعابر على ما جاء في جدول أنساب التوراة أولاد ولهؤلاء أولاد أيضاً وقد تكونت من ذريتهم قبائل وعشائر. ويرى بعض علماء التوراة أن هذه الأسماء هي أسماء مواضع جغرافية تقع فيها بين النهرين وأن الموطن الأصلي التي انحدرت منه الشعوب السامية هو منطقة (أرآرات) انحدرت منه إلى شمال العراق ثم إلى الجنوب فسائر الأنحاء.

على كل فقد رأيت أن موطن العبرانيين على ما جاء في التوراة وهو كتاب اليهود المقدس كان خارج فلسطين وأن (إبراهيم) الخليل وهو الجد الأعلى للعبرانيين لم يكن من أهل فلسطين بل كان من العراق على ما جاء في التوراة ثم انتقل إلى أرض كنعان فسكن بين الكنعانيين حيث تكونت له ذرية. ثم استرق المصريون الإسرائيليين إلى أن تمكنوا من الخروج من مصر بزعامة (عيسو) حيث اتجهوا نحو الشرق إلى أراضي كنعان.

وتفند أسفار التوراة دعوى اليهود في أرض كنعان أو (أرض فلسطين) كما دعيت فيما بعد. فسكانها القدماء على ما جاء في التوراة هم الكنعانيون وذلك قبل مجيء العبرانيين بآلاف السنين. واليهود حسب رواية اليهود هم مهاجرون جاءوا إلى أرض فلسطين وعاشوا مدة عيشة (عشائرية) إذ كان يحكم كل عشيرة منهم (قاض) هو شيخ العشيرة وحاكمها؛ ولذلك عرف الدور الأول من أدوار اليهود في فلسطين باسم (دور القضاة).

وأما الذين جاءوا من مصر وهم من نسل (يعقوب) فإنهم كانوا قد استعبدوا في أيام الفراعنة بعد أن غادر (يعقوب) أرض فلسطين ونزح إلى مصر حيث تكاثرت ذريته هناك وتولوا مراكز سياسية ولم يفكروا في العودة إلا بعد أن ساءت حالتهم هناك وبعد أنم استرقهم الفراعنة؛ عندئذ فكروا في الهجرة إلى مكان جديد فلم يجدوا محلاً آمناً غير فلسطين وقد

<<  <  ج:
ص:  >  >>