للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الفن]

دراسات في الفن

أعوذ بالله إنه (مكياج)!

للأستاذ عزيز أحمد فهمي

- ما هذا التخطيط؟ أردت بالأمس أن تلحن فأخفقت، واليوم تصور وتريد أن تكون رساماً؟

- أبعدتموني عن الألحان وقلتم كلاماً معناه: (أسكت)، فهل تريدون اليوم أن تخطفوا من يدي الريشة فلا أصور. . . خذوها أيضاً!

- لا تُغَنِّ ولكن لا تغضب، وارسم وسنرى في رسمك رأياً. . فما تريد أن ترسمه. . فكرة؟ أو إنسان؟ أو عاطفة؟ أو عاصفة؟. . .

- لا لا. . . إنسان، كل ما أعرفه عنه هو أنه (كاتب من الكتاب) كتب فصلاً في عدد الرسالة الأخير يوازن فيه بين نفسه وبين سيدنا أيوب

- إذن فستكون صورته أشبه الصور بالصورة التي نتخيلها لسيدنا أيوب

- لا. . بل ستكون صورة أخرى. لأن هذا الكاتب نفسه أراد أن تختلف صورته عن صورة أيوب اختلافاً كبيراً

- وأنى لك ذلك؟

- من كلامه هو فهو يقول: (أيوب فقد الثروة والعافية ولم يفقد اليقين، وأنا فقدت الثروة والعافية واليقين. أضاع الله من أضاعوني! وأيوب استطاع أن يعاتب ربه بقصيد رنان وهو في أمان من ثورة الجمهور، فظفر بالخلود في عالم الفكر والبيان، وأنا لا أملك معاتبة ربي بسطر واحد خوفاً من رئيس التحرير، وخوفاً من شيخ الأزهر، وخوفاً من محكمة الجنايات، وأين فجيعة أيوب في دنياه من فجيعتي في دنياي؟ كان الدينار لعهد أيوب يمون الرجل شهراً أو شهرين، وأنا في عهدي يهان فيه الرجل إن اكتفى بالدينار يوماً أو يومين، فمن يسلطني على دهري فأسجل رزاياه على نحو ما صنع أيوب؟ وكانت الأرض لعهد أيوب بلا رسوم ولا حدود فكان المجاهد ينال منا ما يشاء كيف شاء، وهي اليوم مقسمة تقسيما يصد المجاهدين أعنف الصدود). . . وهو قبل ذلك يقول للذين أضاعوه - فيما

<<  <  ج:
ص:  >  >>