كان من حسن حظ الصحراء الغربية أن قيض الله لها محافظاً هماماً من رجال الجيش البارزين هو صاحب العزة الأميرلاي عبد السميع بك عجرمة الذي تولى هذا المنصب خلفاً لسلفه الإنجليزي فكان أول محافظ مصري يتولى منصب الحاكم لهذه البقاع النائية. وقد شعر سكان الصحراء الغربية منذ ذلك الحين بمصريتهم، واعتزوا بها أكثر من ذي قبل، وكان حاكمهم الجديد خير مصري يشعر بآلام مواطنيه وحاجتهم إلى النهوض والإصلاح. وخير عون لهذا المصري الكفء في هذه الأنحاء هم رجاله الضباط المصريون. وفي طليعة هؤلاء القائمقام محمد بك كامل، والصاغ رفعت الجوهري. وهذا الأخير يعتبر بحق وجدارة أكفأ ضابط مصري ملم بأحوال الصحراء، وطباع أهلها وطرقها. وقد نشر له نادي السيارات الملكي كتاباً قيماً عن صحراء سيناء، ثم وضع في هذه الأيام كتاباً آخر عن الصحراء الغربية لا تزال بين يديه مهيأ للطبع. وقد طالعت أكثر فصوله واستعنت بكثير مما يحوي من المعلومات الطريفة على ما دونت في رحلتي فلا بد من الاعتراف بفضل مؤلفه وشكره.
معلومات عامة
في عهد (الفاروق) ملك مصر الصالح أسبغ الله على صحاري مصر نعمة الأمن والرخاء، وأعاد إليها عهدها الأول في الحضارة والعمران. وكان عصر الفاروق من أزهى العصور التي مرت بهذه الصحاري والقفار، وأغدق نعمه وعطاياه فهطلت الأمطار يوم تبوأ عرشه، وجادت هذه الأمطار بأطيب الثمرات بعد سبعة أعوام مرت بها قاحلة جرداء عجاف.
وقد أقبلت حكومة جلالته تنفق عن سعة على جميع ما يقوي الروابط بين الأهليين ويعزز وسائل الإصلاح والتعمير فارتبطت أجزاؤها بالسكك الحديدية والطرق الممهدة