وإنه ليثير الدهشة حقاً أن يرى المسافر ذلك التباين العجيب بين هذه المروج الناظرة المحيطة بوادي النيل وبين هذه الصحارى المقفرة القاحلة التي تجده من الجانبين. نعم إن هناك صحارى مجهولة في مختلف بقاع العالم كآسيا وأستراليا وغرب أمريكا. إلا أن هذه البقاع لا تعد شيئاً إذا قورنت بصحراء مصر الغربية ووحشتها وخلوها من الحيوان والنبات. ذلك لأن حالة الجدب فيها تثير الدهشة حقاً ولست في حاجة لأن تتوغل في مفاوزها وشعابها لكي تتبين مقدار ما بها من الجدب، فإن مسير مسافة قصيرة يكفي لينقلك من مروج ناضرة وأرض خضراء يانعة غنية بطمى النيل السعيد إلى هضاب متسعة مقفرة تكتنفها الصخور والرمال إلى أبعد مدى يصل إليه النظر.
الصحراء الغربية
يسمى القسم الشمالي (البحري) من صحراء لوبيا بالصحراء الغربية أو محافظة الصحراء الغربية، وهي تشمل الجهات الواقعة غربي النيل من الإسكندرية ومديريات البحيرة والجيزة وبني سويف والمنيا إلى السلوم وحدود طرابلس غرباً. ثم من البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى حدود الصحراء الجنوبية جنوباً وتتبعها واحات سيوة والبحرية والفرافرة
والجزء الأكبر من هذا الإقليم أرض قاحلة، عدا المنطقة الغربية من ساحل البحر الأبيض التي تزرع على الأمطار وبعض الآبار القليلة الممتدة على الساحل أو القريبة منه أو التي توجد في الواحات المشار إليها
وتبلغ مساحة هذه الصحراء نحو ٢٤٠ ألفاً من الكيلومترات المربعة. وتنقسم إلى أربعة أقسام رئيسية:
١ - القسم الشرقي: ومركزه مدينة العامرية، وهو يشمل العامرية والحمام والواحات البحرية والفرافرة.
٢ - وقسم مطروح: ومركزه مدينة مرسى مطروح، وهو يشمل مطروح والضبعة
٣ - وقسم براني: ومركزه مدينة براني، ويشمل سيدي براني والسلوم