للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[رأى الأستاذ توحيد السلحدار]

في كتابي: (الوعي القومي) و (دراسات عن مقدمة ابن

خلدون)

أهدي أحد الفضلاء في لبنان هذين الكتابين القيمين إلى صديقنا

الأستاذ الكبير محمد توحيد السلحدار، فلما قرأهما كتب إليه

كتاباً جاء فيه:

ذكرت في بعض ما كتبت (للرسالة) أن من أصحاب الفكر والذوق للمعاني من قال: إن الثقافة وعي أطراف صالحة من أثمار العقول، العلمية والفنية والأدبية، بها يلتفت المثقف إلى المبادئ والأسباب والقوانين، ويرشد قومه إلى الأصلح لحالهم، والأنقع لترقيتهم، والأخلق بالإنسانية

وكتاب (الوعي القومي) لبادعه الفاضل، الدكتور قسطنطين ذريق، أستاذ تاريخ الشرق بالجامعة الأمريكية في بيروت، ثمرة شهية من أثمار الثقافة الجدية، ومثال رائع يتجلى فيه معناها

هو كتاب يبين حال الشرق العربي الحاضرة بعجرها وبجرها، ويعرف وسائل التخلص منها، ويهديه - إذا هو أراد أن يهتدي - سبل الأهداف والمثل العليا والحياة بين الأحياء، وبحثه على سلوكها

ولقد جمعت أجزاءه ووحدت توجيهاته الحكيمة فكرته الأساسية مركزة في عنوانه المحكم البليغ، مرفرفة على كلامه السهل الممتنع الرفيع من أول البحث إلى آخره، حيث هدأ القلم، وحيث تفجرت من سنه حرارة وطنية وعاطفة إنسانية

قواه صاحبه بروحه العلمي ووضوح حجته، وجمله بنور بصيرته وبراعته الكتابية الفنية وبكياسته في التمهيد للنقد وبيان العلل، ولطف مدخله في النصيحة. وقد شف كلامه عن عمق إيمانه بحقائق دعوته، وحبه البين لأثمار العقول، حبا يكسب تلك الثقافة التي وصف، وكلما أحرزنا حظاً منها تكشفت لنا الأهداف القومية والمثل العليا التي لم يتورط في

<<  <  ج:
ص:  >  >>