كان الأسبوع الماضي من الأسابيع الدامية في حياة الجامعة المصرية، وكان رجعة إلى معارك الصعايدة والبحاروة في الأزهر الشريف، فما هي الصلات بين القديم والجديد من هذه المناوشات التي تقع في المعاهد العلمية؟
إن النضال بين الصعايدة والبحاروة من الأزهريين كان رجعة لأحقاد عرفتها مصر منذ عهد الفراعين بين سكان الشمال وسكان الجنوب، وكان لهذا النضال مواسم يذكرها من شهد الحياة الأزهرية قبل أن تخضع للنظام الحديث
فما هو سبب النضال بين كلية الآداب وسائر الكليات؟
وما الذي قضى بأن يكون للجامعيين تاريخ في العداوة والبغضاء؟
لقد كانت كلية الآداب منذ نشأتها محفوفة بالرعاية والعطف من جميع المعاهد العالية، فما الذي جد من الشؤون حتى تصبح هذه الكلية المحبوبة هدفاً للعداوات، وحتى تشن عليها الغارة بلا ترفق ولا استبقاء؟
ما الذي جد في دنيا القلوب حتى تثور الحرب الدموية بين طلبة الآداب وطلبة الحقوق؟
وكيف جاز أن يصبح الحرم الجامعي مجروح الهيبة والجلال وفيه تمثال الشهداء في سبيل الوطنية لا في سبيل المنافع الشخصية؟
كيف جاز أن يحترب الرفاق في بقعة مسَّورة بالأزهار والرياحين في مطلع الربيع؟
وكيف نسى أولئك الشبان أن من الجريمة أن يدنسوا الحرم الجامعي بالأحقاد الشخصية، وهو بفضل العلم لا يقل قدسية عن المحاريب؟
كيف نسى أولئك الشبان نعمة الله عليهم وهم يغدون ويروحون في رياض تذكّر بأرواح الفراديس؟
إن الجامعة لها موقع قليل الأمثال في الشرق، وهي تنتظر من أبنائها أن يكونوا جذوة روحية تضيء أقطار الشرق، فبأي وجه تلقى الناس إذا صح لأبنائها أن يحتربوا ويقتتلوا بأسلحة ينكرها العلماء؟
إن أولئك الشبان لا يعرفون أن هناك مسامع تستريح لأن تسمع فيهم قالة السوء، ولا