أنكر الأديب محمد الدسوقي بالعدد الأخير من الرسالة استعمال كلمة التجهيز بمعنى القتل، ونقل نصا من مختار الصحاح يدل على أن كلمة الإجهاز هي المستعملة في هذا المعنى، وكنت أود أن يمد الناقد يده إلى المصباح المنير فيقرأ منه هذه العبارة: ج١ ص١٥٦
(وجهزت على الجريح من باب نفع، وأجهزت إجهازا إذا أتممت عليه وأسرعت قتله، وجهزت بالتثقيل للتكثير والمبالغة)
وإذن فالكلمة صحيحة، وقد كتبتها في مقالي عن قصد، لتؤدي ما أريده المبالغة والتكثير، وللناقد شكري وتحيتي.
محمد رجب البيومي
الكفر الجديد
تحقيق الحكمة:
لي صديق ماكر يعشق الأدب ويجيده جاء يعارضني بقوله:
صح عندي قول (شر الأمور الوسط) بعد أن قرأت مقالة ذلك الكاتب الكبير. فقلت له: لقد خالفت المعقول والمنقول باتجاهك عكس الحكمة الخالدة (خير الأمور الوسط) وإليك كلمات قصار تزلزل صرح هذا المقال
الوسط حقيقة في البعد بين الطرفين، ولاشك أن الإفراط والتفريط ذميمان - فالمتوسط في الأخلاق يكون بعيدا عن الطرفين فكان معتدلاً فاضلا. وإنما سمي العدل وسطا لأنه لا يميل إلى أحد الخصمين. وقد روى البيهقي حديث خبر الأمور الوسط، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أوسط قريش نسبا. وقال عليه السلام (عليكم بالنمط الأوسط الذي يرجع أليه العالي ويرتفع أليه التالي) وقال زهير:
هم الوسط يرضي الأنام بحكمهم ... إذا نزلت إحدى الليالي العظائم
ثم إن كل شيء في الحياة خيره وكماله في الوسط، فالشجاعة الفضيلة وهي وسط بين التهور والجبن، والحلم وسط بين البطش والضعف، والحياء وسط بين الوقاحة والخنوثة،