في صبيحة يوم صاح مشرق مات (عضو التحكم)(كيريل أفانوف بابيلونوف) صريع الداءين اللذين كثيرا ما أوديا بحياة الروس: إدمان الخمر وفظاظة الزوج. . . وكان الناس في شغل بتشييع موكب جنازته الذي كان في طريقه إلى القبر. . . إلا أن (بولافسكي) وهو صديق حميم للفقيد، أسرع فركب عربة أدت به إلى صديق له يدعى (زايوكين). ولزابوكين هذا قدرة على ارتجال الخطب فائقة فهو يقولها أني كان وحيثما يدعي، فلا تموته سنة ولا حمى ولا سكر عن ارتجالها. . . سواء أكان في مأتم يرثي، أو في حفل يلهج ويشيد، كانت الكلم تتدفق من فيه كالماء عزيزا سلسالا. . .
وكان هذا ما حدا ببولافسكي أن يسرع إليه، ولاسيما والخطب الذي ألم يحتاج إلى خطيب يعدد مناقب الراحل العقيد كزابوكين. . . وقال بولاكسي لزابوكين حينما لقيه:
- إنني آت لأدعوك. . . فهيا يا صاح ارتد معطفك واتبعني. لقد مات اليوم أحد زملائي، موكب جنازته في طريقة الآن إلى القبر. وليس لنا مثل هذه الخطوب غيرك. . . ليس لنا من خطيب راث مفوه سواك. . . ثق يا صاح أنه لو كان الميت وضيعا مركزه لما أزعجتك. ولكنه (الأمين). . . فلا يليق بنا أن نوسده التراب دون مرات تلقي أو خطب تقال. . .
فتتثاءب زابوكين وقال:
- الأمين؟ آه. أتعني ذلك السكير؟ -
- أنه هو. . ولكني لا تنس يا عزيزي أن مأدبة عشاء ستؤدب. وأجر العربة سيدفع، هيا يا صاح فما عليك إلا أن تلقي بإحدى خطبك على القبر. . وستلمس بعينك مدى عجاب المشيعين بك وتقديرهم لك. .
فأجاب (زابواكين) طلبه تردد ولا إحجام. . . وتكلف الحزن العميق تأهباً لما سيلقي. ثم