جرت يوم السبت الماضي مناظرة في القاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية موضوعها:(لقد تقدمنا تقدماً مرضياً في الميدان الاجتماعي) أيد الرأي رجلان هما الدكتور محمد عوض محمد بك والدكتور محمد صلاح الدين بك، وعارضه سيدتان هما السيدة زاهية مرزوق والسيدة أسمى فهمي. وقد بدأ الكلام الدكتور عوض فقال إن وجود هاتين السيدتين الفاضلتين بهذا المكان الآن في هذه المناظرة دليل على التقدم الاجتماعي الذي نؤيده، فهما بنشاطهما المعروف تدلان على تقدم المرآة المصرية.
وألقت السيدة زاهية مرزوق كلمة طيبة تضمنت نظرات فاحصة في أحوال المجتمع المصري وأيدت آرائها بالإحصاء ونتيجة البحوث العلمية الاجتماعية، وقد تعرضت لعدة نواح مهملة في مجتمعنا كالأمومة والطفولة ومستوى المعيشة وانحطاط المساكن في الريف ومما قالته أن المطاعم الشعبية التي تقام في المدن تنشئ جيوشاً من الشحاذين، فما هي إلا صورة أخرى من الشحاذة إلى جانب توزيع الخبر والفول النابت أمام المساجد والأضرحة، وهذه المطاعم تلجأ اليها الأمم في حالات الضرورة للمنكوبين واللاجئين في أيام الحروب، ولكننا في مصر اتخذناها نظاماً دائماً، فبدلاً من أن نساعد الناس ونمهد لهم كي يحصلوا أرزاقهم بعملهم نهدر كرامتهم بهذه الصورة التي لا تتفق والآدمية الكريمة. وقالت السيدة زاهية إن مما زاد مستوى المعيشة انحطاط الغلاء الذي كاد يذهب بالطبقة المتوسطة التي هي ميزان المجتمع وأصبحنا مهددين بانعدام هذه الطبقة بحيث تكون البلاد طبقتين طبقة عليا وطبقة سفلى، ولا شك أن إهمال طبقات الشعب يغرس في النفوس الشعور بالظلم، فتنعدم روح التضامن، وهذا يؤدي إلى التفكك الاجتماعي.
ووقف الدكتور صلاح الدين فقال أنه يشعر بالحرج إزاء هذا لبحث القيم الذي سمعه من السيدة زاهية، ولكنه مضى في تأييد الموضوع فذكر أننا حقيقة لم نبلغ أوج التقدم ولكننا تقدمنا تقدماً مرضياً في ربع القرن الماضي، ودلل على ذلك بالمقارنة بيننا وبين بعض الأمم المتأخرة! وبأن ممثلي مصر في حلقة الدراسات الاجتماعية التي عقدت بلبنان تحت