تقدم ما شاركت قبيلة أسد فيه غيرها عند الكلام على تميم وهذيل، وهذا ما نسب إليها بخصوصها، أو مع غيرها مما لم يسبق الكلام عليه، وقد مرت الترجمة لها وتبيان أماكنها.
١ - الفعل الماضي الثلاثي المعتل الوسط، وهو المسمى الأجوف مثل: قال، وباع إذا بني للمجهول، فأكثر القبائل تكسر الحرف الأول وتقلب حرف العلة ياء يقولون: بيع وقيل بإخلاص الكسر في أول اللفظ، وهذه اللغة هي المشورة بين قبائل العرب، لكن بني فقمس وبني دبير من أسد، وبعض قبيلة هذيل يضمون الحرف الأول ويقلبون الألف واواً يقولون: بوع وقول بإخلاص الضم في أول اللفظ، وقد روي عليه قول الشاعر:
ولم يقرأ أحد على هذه اللغة مما ورد مبنيًا للمجهول في القرآن الكريم.
وهناك وجه ثالث في طريقة هذا النوع للمجهول وهي لهجة لبعض أسد وبطول من قيس منها عقيل ذلك بأن يجعلوا حركة الحرف الأول بين الضمة والكسرة، وبهذه اللهجة قرأ الكساني وهشام: قيل وغيض وحيل وسيء، وجيء وسيق وافقهما نافع وابن ذكوان في سيء، وسيئت وزاد ابن ذكوان في موافقته: حيل وسيق. وهذه اللهجة تسمى في اصطلاح القراء والنحاة: الإشمام. وهناك إشمام آخر ليس هذا موضع بحثه.
٢ - ما كان صفة على وزن فعلان بفتح الفاء، فالقبائل العربية تجعل مؤنثة إذا كان له مؤنث على فعلى ما عدا صفات قليلة، عددها الأشموني، تبلغ أربع عشر صفة منها خمصان بمعنى الضامرالبطن، وقشوان بمعنى الرقيق الساقين، وسيفان للرجل الطويل.
ولهذا فإن ما كان مؤنثه فعلى يمنع من الصرف - أي التنوين - ويرفع بالضمة، وينصب ويجر بالفتحة بشرط عدم إضافته، وعدم تعريفه بأل، لكن قبيلة أسد تجعل المؤنث دائماً على وزن فعلانة، فيقولون مثلاً في مؤنث غضبان: غضبانة، وغيرهم يقول غضبى.