ذكرنا في العدد السابق المبادئ الأساسية التي يجب أن يتقيد بها كل مترجم والتي يحكم بمقتضاها على ترجمته. واليوم ننتقل إلى الترجمة نفسها؛ ونحب قبل هذا أن نذكر للأستاذ حسنة من حسناته وهي إصلاحه خطأ مطبعياً وقع في الكتاب. ذلك أن اسم محمود باشا وزير البحرية قد حرف مرة فكتب (محمد باشا) فتدارك الأستاذ هذه الغلطة وذكر اسمه الصحيح
كذلك أصلح الأستاذ غلطة مطبعية أخرى وهي قول المؤلف عند الكلام على امتياز القناة إنه لا يحق لأحد من حملة الأسهم أن يكون له أكثر من صوت واحد فأصلح المترجم ذلك إلى عشرة أصوات كما ورد في الأصل الإنجليزي بعد سطور قلائل
وإذا رجعنا بعد ذلك إلى الكتاب المترجم لم نجد الأستاذ صروف قد وفى بالشرط الأول؛ ولسنا نريد أن نقول إن الأستاذ غير ملم بتاريخ إسماعيل وكل ما يتعلق به. كلا إنا نعتقد أنه ليس في الكتاب المصريين ولاسيما رجال الصحافة من لا يعرف تاريخ إسماعيل، ولكن الأستاذ لسبب ما لم يكلف نفسه عناء البحث عن صحة الأسماء وبخاصة الأسماء التركية فحرف بعضها تحريفاً يضل القارئ ويربكه؛ وبدل أن يرجع إلى المصادر المطولة ليحقق هذه الأسماء وضع بدلها أسماء من عنده كثير منها لا يتسمى به الأتراك.
وقد تكون هذه الأسماء للأشخاص نكرات ولكن هذا لا يعفي المترجم من البحث عنها وضبطها؛ والأتراك في مصر كثيرون ومن السهل على الأستاذ أن يعرف حقيقة الأسماء منهم إذا لم يشأ أن يرجع إلى الوثائق التي وردت فيها أو إلى كتب التاريخ نفسها؛ وبعض هذه الأسماء لرجال شغلوا أكبر مناصب الدولة ولم يكن يليق والحالة هذه أن تحرف. والى القارئ مثل واحد من هذا النوع يدل على الفرق بين الأسماء الأصلية والأسماء التي