للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[رحلات في ديار الشام في القرن (الثامن عشر]

[الهجري)]

اردان حلة الاحسان في الرحلة إلى جبل لبنان

لمصطفى البكري الصديقي

(١٠٩٩هـ - ١١٦٣هـ - ١٦٨٧م - ١٧٤٨م)

للأستاذ أحمد سامح الخالدي

لا شك أن الدافع لرحلة الشيخ هذه وغيرها من الرحلات، ولتنقلاته المستمرة في المدن والقرى، إنما كان حرصه على نشر الطريقة الخلوتية والاتصال بأعوانه ومريديه. ولقد كان الشيخ مكثارا في النظم والنثر، بل إنه أؤلف الكتاب أو الرسالة في أية مناسبة. ولا شك أن نظمه ونثره يمثلان عصره أصدق التمثيل فقد امتاز هذا القرن بالسجع، والركاكة في الأسلوب، كما تبين من دراسة رجال هذا القرن في كتاب أعيان القرن الثامن عشر للمرادي.

ولقد انتقل الشيخ من دمشق إلى القدس وتزوج فيها وتتلمذ على شيوخها وامتد نفوذه فيما بعد إلى جمع أنحاء فلسطين، وإلى سوريا بل وحتى إلى مصر والعراق.

وقد ساهم في الحياة العامة في فلسطين فعمر الحرم القدسي خلوة، وبئراً، وحاول أن يصلح البراغتة شيوخ بني زيد وكانوا قد اختلفوا فيما بينهم، كما شوق الحاج حسن بن مقلد الجيوش لزراعة الأشجار المثمرة، حول قبة الصحابي سراقة في (كور) من أعمال قضاء بني صعب.

ويستدل من رحلته هذه أن حالة الأمن لم تكن مرضية في زمنه، فقد جاء ذكر تعدى الأعراب على القوافل بين الخليل وعسقلان، كما تعدوا على الشيخ القاقلاني مفتي الديار القدسية، فسلبوه بعض ثيابه وما كان يحمل من الكتب.

ويلاحظ أيضا أن الشيخ كان يغير طرق سيره، فبدلا من أن يسلك الجادة السلطانية بين القدس والخليل ماراً بيرك سليمان، غير طريقه إلى بني حسن وهي ناحية إلى الجنوب

<<  <  ج:
ص:  >  >>