للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[اللعب]

للأستاذ عباس محمود العقاد

قلتم في مقالكم الجميل (الحياة جميلة):

(. . . ولكن جمالها يقتضي أن يكون لنا زعماء للهو يصححون إدراكنا للحياة، ويرهفون أذواقنا للجمال، ويهيئون قلوبنا للسرور، ويشغلون أوقات فراغنا بالمسابقات الرياضية، والمهرجانات الوطنية، والسياحات النهرية، والملاهي الفنية، والمواكب الشعبية. وليس أقدر على هذه الزعامة اليوم من وازرة الشؤون الاجتماعية)

كلام صديق

وربما كان أرفع من تقريظه بوصف الصدق تقريظه بوصف الجمال. فليس كل صادق بجميل

لكن كم منا نحن المشارقة، يا أخي، يؤمن معك بحاجة اللهو إلى زعامة، وحاجة الأمة إلى لهو؟

وكم منهم يؤمن معك بأن زعامة اللهو واللعب لها من الشرف والمنفعة كفاء ما للزعامات في الجد أو في الأمور التي تتراءى صيغة الجد عليها؟

أقل من القليل

أقل من القليل مع هذه الوقائع الناطقة التي تتوالى عليهم كل يوم بفضل الأمم التي تحسن اللهو واللعب على الأمم التي تتكلف التزمت والوقار.

وأقل من القليل مع تلك الشواهد التاريخية التي ليس بعمى عنها ذو بصيرة تشهد في الدنيا شيئاً من الأشياء.

فما عرف التاريخ قط أمة أحسنت الجد ولم تحسن اللهو واللعب وما عرف التاريخ قط أمة من أمم القوة والسيادة لم تكن لها ألعاب لم يكن لها زعماء في هذا المضمار.

وناهيك بالرومان وملاعبهم في كل مدينة وضعوا حجراً في بنائها.

وباليونان ومحافلهم القومية التي كانت تتعاقب كل عام أو بضعة أعوام.

وبالفرس ومواكب الكرة والصولجان، والعرب وميادين الفروسية ومنازه الصيد والقنص وما اقتبسوه من سائر الأمم والدولات حيثما ارتفع لهم عرش واستقرت لهم إمامة

<<  <  ج:
ص:  >  >>