أقام المعهد العالي لفن التمثيل العربي يوم السبت الماضي حفلة تمثيلية بدار الأوبرا الملكية، لمناسبة توزيع صور جلالة الملك على الطلبة المتفوقين وتسليم إجازة المعهد إلى خريجيه.
وقد أحيا هذه الحفلة طلبة المعهد بتمثيل مسرحيتي (المنقذة) و (الصعلوك) تأليف الأستاذ محمود تيمور بك وإخراج الأستاذ زكي طليمات عميد المعهد.
أما (المنقذة) فهي مسرحية تقع حوادثها بمصر في عهد المماليك الجراكسة، وتظهر مناظرها على المسرح في قصر الأمير (برسباى) الذي يشتمل على الأميرة (فريهان) وقد أنقذها الأمير، وكان مملوكاً لأبيها من (داود بك) الذي اغتال أباها. وتدل الحوادث التي يتردد صداها على المسرح، على أن القتال يدور بين (برسباى) وبين (داود بك) للمنافسة على مشيخة البلد حتى يقتل الأول الثاني ويفوز بالمشيخة. أما خشبة المسرح فتدور عليها معركة أرق وأعنف في آن واحد. . . هي معركة الحب بين (فريهان) وبين (برسباى) أو بعبارة دقيقة بين حب فريهان وكبريائها، فهي تحب برسباى وتهتم به في غيبته ولكنها تتأبى عليه وتظهر له عدم الاكتراث وتنكر عليه أن يطلب مبادلتها الحب لأنه كان مملوكاً لأبيها، ويشقى هو منها بذلك ويضيق به، حتى ينبهه مربيه الشيخ (طويل العمر) على أمر له خطره، فيقول له، أنها تحبك ولكنها تشعر بفضلك عليها وأنها أسيرة هذا الفضل، وأن هذا الشعور يؤذي كبرياءها وترى في مكاشفتك بالحب إذلالالها:
وتلك هي عقدة المسرحية وهي مبنية على الازدواج في نفسية فريهان، إذ يلصق بشعورها الظاهر إن برسباى ليس أهلا لحبها مهما أبدى من الشجاعة والنبل، وينوء عقلها الباطن بعبء ما أسدى إليها من جميل.
ويعمل الشيخ الفطن (طويل العمر) على حل العقدة، فيتظاهر بأنه يدبر مؤامرة مع (قاسم) رئيس حراس القصر لاغتيال برسباي، ويرتب الأمر بحيث تعلم فريهان بالمؤامرة، فتتدخل في وقت تنفيذها، وتنقذ حياة برسباي وتبادله معروفاً بمعروف، ثم تبادله الحب.
وقد أجاد الممثلون من طلبة المعهد وطالباته، وخاصة كمال يس (طويل العمر) وناهد سمير