يقصر بعض الباحثين جهودهم على الميدان الذي أعدوا له أذواقهم وملكاتهم، وأنفقوا فيه كل ما تهيأ لهم من وقت ومثابرة!
أقول هذا بمناسبة الكلمة التي كتبها الأستاذ الصعيدي في العدد الماضي من (الرسالة) حول مسرحية (الملك أوديب) للأستاذ توفيق الحكيم. . . ولعله يوافقني على أن مجال الكتابة عن فن المسرحية أمر يبعد عن دائرة اختصاصه، لأنه لا يعرف لغة أجنبية تعنيه على الإلمام بأصول هذا الفن عند سوفوكليس وغير سوفوكليس من كتاب المسرحية في الأدب اليوناني. ولو قدر له شيء من هذا لما كتب هذه الكلمة التي تحفل بسذاجة النظرة إلى ذلك العمل الفني الذي نسجت خيوطه من جو الأساطير القديمة!. . . إن الأستاذ الصعيدي يضحكني حين يخالف رأي النقاد على مدار القرون، وهو الرأي الذي يقطع بأن هذه المسرحية قد بلغت من الكمال الفني أوجاً يعد مفخرة للذهن البشري. إنها في رأيه ـأو على الأصح في رأي ثقافته ـ ألاعيب كهان جهلة، يستغلون جهل الشعوب، ويلعبون كما يشاء لهم جهلهم بمصيرهم!
إذا لم تصدق أن الأستاذ الصعيدي قد قطع بهذا الرأي، فارجع إلى عدد (الرسالة) الماضي. . . وإذا سألتني تعقيباً، فليس لدي غير تعقيب واحد هذا نصه: أفادكم الله يا أستاذ!
دفاع عن قضية خاسرة:
عاد الأستاذ محمد محمود عماد المحامي ليخالفني مرة أخرى فيما عقبت به على كلمته الأولى خول شخصية محمد الإنسانية؛ وأود أن أوجه نظر الأستاذ عماد إلى هذه الطريقة التي يناقشني بها، تذكرني بطريقة كل محام يدافع عن قضية خاسرة. . . لا شيء غير اللف والدوران (والتعامل) مع الألفاظ والعبارات!.
ترى هل يرمي الأستاذ عماد من وراء هذا الجدل إلى أن يخرج القراء بنتيجة؟. . . إنني أرحب بالنقاش إذا ما حاول أن يفهمني، وإلا فلن أرد عليه، لأن وقتي ووقت القراء وصفحات الرسالة يجب أن تشغل بشيء ذي غناء.