للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[صلواتي]

للأستاذ كامل محمود حبيب

من أعماق قلبي أناديك يا ربي!

فهل يستطيع صوتي الضعيف أن يبلغ موطئ عرشك؟ إنني أخشى أن يتلاشى صوتي في ظلمات ذنوبي فلا تنفتح له أبواب رحمتك.

ولكن عظمة أسمك الكريم تزلزل قوتي وتعصف بجلدي فأخر ساجداً وقد أخذتني وغمرني الخشوع واغرورقت عيناي بالدموع في توسل علىأستطيعبضمفي أن ألج بابك. باب الرحمة والغفران.

فلا تغلق من دوني باب رحمتك وأنا أناديك من أعماق قلبي: يا ربي!

إن حبي لك، يا إلهي - يتغلغل، أبداً، في أغوار روحي فتصفو من كدر.

وإن روحي تصفو أبداً لأنني لا أتعبد إلا لك أنت وحدك، يا إلهي وحين تصفو روحي تسمو فوق هذا العالم الأرضي.

فأرى من خلال حبي عظمتك الخالدة نوراً يسطع فيضئ العالم كله.

وأتنشقها أنفاساً ندية عطرة تنتشي لها خواطري وأسمها لحناً موسيقياً سماوياً يتطرب له فؤادي وأحسها حياة طاهرة نقية تتدفق في دمي وأشعر بها تضمني إليها في رفق فأخر ساجداً في خشوع وقد اغرورقت عيناي بالدموع في توسل وأنا أناديك من أعماق قلبي: يا ربي!

يا إلهي لا تدع شواغل الحياة الأرضية تجذبني إليها بأمراس غلاظ، فأنا أطمع أن أكون إلى جانبك أبداً.

واصرفني عن الأمل الخلاب الزائل الذي لا يجذب إلا النفوس المتداعية ليسمها بميسم التراب. . . اصرفني عنه إلى الفكر السامية التي تخلق الخلود.

ولا تدع نفسي تدنسها الخواطر الوضعية أو تلطخها الأكاذيب التافهة.

ولا تدع قلبي يخطفه ألق الرذيلة أو يشغله بريق المتعة ولا تدع روحي تسيطر عليها شيطانية المارة فتنزعها من صفاء السماء.

فأنا أطمع أن أكون إلى جانبك أبداً لأنني أخشى أن يتلاشى صوتي الضعيف في ظلمات

<<  <  ج:
ص:  >  >>