في مسالك الأبصار لابن فضل الله العمري:(حكى الصابي عن بعض الرسل قال: دعينا إلى باب مسعود، يعني إبن محمود إبن سبكتكين بغزنة، فشاهدنا بالباب أصناف العسكر وملوك جرجان وطبرستان وخراسان والهند والسند والترك، وقد اقيمت الفيلة عليها الأسرة والعماريات الملبسة بالذهب مرصعة بأنواع الجواهر، وإذا بأربعة آلاف غلام مرد وقوف سماطين وفي أوساطهم مناطق الذهب، وبأيديهم أعمدة الذهب، ومسعود جالس في سرير من الذهب لم يوضع على الأرض مثله، وعليه الفرش الفاخرة، وعلى رأسه تاج مرصع بالجواهر واليواقيت، وقد أحاط به الغلمان الخواص بأكمل زينة، ثم قام مسعود إلى سماط من فضة عليه خمسون خواناً من الذهب، على كل خوان خمسة أطباق من ذهب فيها أنواع من الاشربة، فسقاهم الغلمان، ثم قام مسعود إلى مجلس عظيم الأقطار، فيه ألف دست من الذهب، وأطباق كبار خسروانية، فيها الكيزان، وعلى كل طبق زرافة من الذهب، وأطباق ذهب فيها المسك والعنبر والكافور، وأشجار الذهب مرصعة بالجواهر واليواقيت، وشموع من ذهب في رأس كل شمعة قطعة من الياقوت الأحمر تلمع لمعان النار، وأشجار العود قائمة بين ذلك، وفي آخر المجلس رحى من ذهب تطحن المسك والكافور والعنبر، وفي ناحية من المجلس بحيرة في جوانبها من الجواهر والعنبر والفصوص شيء يقصر الوصف عنه. وذكر أشياء أخر تحير الأسماع). . .
يد. . وشكرها:
كان عبيد الله بن عباس ابن عم النبي صلوات الله عليه من أكثر الناس جوداً وأعظمهم سخاء وبذلا، وهو أول من مد الموائد على الطرق، ومن جوده أنه أتاه رجل وهو بفناء داره فقال يا ابن عباس إن لي عندك يداً سابقة وقد احتجت إليها، فصعد فيه بصره فلم يعرفه ثم قال: وما يدك عندنا؟ قال الرجل: رأيتك في مرة واقفاً بزمزم، وغلامك يمتح لك الماء منها، والشمس قد صهرتك، فظللتك بطرف ردائي حتى شربت
قال ابن عباس إني لأذكر ذلك، وإنه ليتردد بين خاطري وفكري، ثم قال لقيمه: ما عندك؟ قال: مائتا دينار وعشرة آلاف درهم، قال أدفعها إليه، وما أراها تفي بحق يده عندنا. . .